لحقه مشقة من صيام النذر فماذا يلزمه ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1046 KB
عدد الزيارات 1341

السؤال:

هذه الرسالة من مترك صالح الدوادومي اللدي، يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أبعث إلى فضيلتكم هذه الرسالة من اللدي من مترك سند مقعد، وفيها أطلب من فضيلتكم إفتائي عن هذا السؤال في وقت قريب: لي والد وعمة نذروا عند مرض أحد أولادهم صيام شهر من كل سنة، ومضى على ذلك أكثر من اثنتي عشرة سنة، وهم يصومون، والآن لحق بهم مضرة من هذا الصيام، نرجو الإفادة وحل المشكلة، ولكم تحياتي.

الجواب:

الذي يبدو أنه لم يلحقهم ضرر من صيام شهر من سنة؛ لأنهم يمكنهم أن يصوموا هذا الشهر في أيام الشتاء، وفيها برودة الجو وقِصر النهار، وهم فيما يبدو إنما سئموا فقط هذا الصيام، ولكن سأمهم هم الذين جلبوه لأنفسهم بهذا النذر.

وبهذه المناسبة أود أن أذكِّر إخواني المستمعين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر، وقال: «إنه لا يأتي بخير». وعلى هذا فيجب على المسلم أن يتحرز منه وأن يحذر منه، ولا يجوز له أن ينذر و يلزم نفسه بما لم يُلزمه الله به، فإن ذلك من المشقة، وكثيراً ما ينذر بعض الناس يحصل له مصلحة، أو يندفع عنه مضرة، ثم إذا اندفعت تلك المضرة، أو حصلت تلك المصلحة، صار يتجول يميناً وشمالاً لعله يتخلص من هذا النذر، وربما يترك ما نذر ولا يفي به، وهذا خطر عظيم كما قال الله عز وجل: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ۞ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ۞ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ﴾. [التوبة: 75- 77].

فنصيحتي للإخوان ألا ينذروا أبداً، وإذا نزل بهم أمر يضرهم فليلجئوا إلى الله عز وجل بالدعاء والإنابة والخضوع لعل الله يرفعه عنهم، وإذا أرادوا أن يكون مصلحة لهم أن يسألوا الله تعالى وصوله وتيسيره لهم وإعانتهم على الوصول إليه، وبهذا يحصل لهم المقصود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في النذر: «إنه لا يأتي بخير».