تفسير آيات من سورة القمر
مدة الملف
حجم الملف :
6507 KB
عدد الزيارات 1035

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا هو اللقاء الثاني والثمانون بعد المائة من اللقاءات المعروفة باسم: لقاء الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الخامس والعشرون من شهر محرم عام (1419هـ).

تفسير قوله تعالى: (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر): 

نبتدئ هذا اللقاء بما كنا نعتاده من الكلام على الآيات الكريمة، وفي اللقاء الماضي انتهينا إلى قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ۞ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾[القمر:4-5]. أكد الله تعالى في هذه الجملة: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ﴾ بأنهم؛ أي: قريشاً (جاءهم من الأنباء)؛ أي: الأخبار التي فيها رشدهم وصلاحهم وفلاحهم (ما فيه مزدجر)؛ أي: ازدجار عن الشرك والعصيان، لكنهم لم ينتفعوا بذلك، وهذه الجملة كما تسمعون فيها اللام وفيها قد، وهما من أدوات التوكيد، وفيها قسم مقدر دلت عليه اللام في قوله: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ﴾ وعليه فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم، واللام، وقد، والله سبحانه وتعالى صادق بغير توكيد لخبره لكن هذا القرآن بلسان عربي مبين، واللسان العربي من بلاغته تأكيد الأشياء الهامة حتى تثبت وترسخ في الذهن.

تفسير قوله تعالى: (حكمة بالغة فما تغني النذر): 

قال الله تعالى: ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ﴾؛ أي: أن الأنباء التي جاءتهم حكمة، وهذا كقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾[النساء:113]. والحكمة هي: موافقة الشيء لموضعه، ويعبر عنها بقولهم: تنزيل الشيء منزلته اللائقة به، ولا شك أن شريعة الله كلها حكمة، كلها مطابقة لما فيه صلاح العباد لمعاشهم ومعادهم. وقوله: (بَالِغَةٌ)؛ أي: تامة واصلة إلى الغرض المقصود منها. قوله: ﴿فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ (ما) هذه يحتمل أن تكون نافية، بمعنى: أن النذر لا تغنيهم شيئاً، ويحتمل أن تكون استفهاماً على وجه التوبيخ يعني: فأي شيء تغنيهم، وكلاهما صحيح، فالنذر لن تغنيهم شيئاً وإذا لم تغنهم هذه النذر المشتملة على الحكمة البالغة فأي شيء يغنيهم؟!

الجواب: لا شيء؛ لأنهم معاندون مستكبرون.

تفسير قوله تعالى: (فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر): 

ثم قال عز وجل: ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾[القمر:6]. وإلى هنا ينتهي الكلام، (تول) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتولى عن هؤلاء؛ لأنهم معاندون مستكبرون، (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون). ﴿وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ۞فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾[القمر:5-6] سوف يأتيهم ما وعدوا به وسوف يتحقق لك ما وعدت به، ويحسن هنا أن تقف: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ثم تستأنف وتقول: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ﴾؛ لأنك لو وصلت لأوهم أن التولي يكون يوم يدعو الداعي، ومعلوم أن التولي في الدنيا وليس يوم يدعو الداعي. وقوله: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ هو ظرف، والظرف لابد له من عامل كالجار والمجرور، وكجميع المفعولات لابد لها من عامل، فما هو العامل في قوله: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾[المعارج:43]؟ العامل قوله: (يَخْرُجُونَ). ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ* خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ﴾[القمر:6-7] فهي متعلقة بـ(يخرجون)؛ أي: سوف يأتيهم العذاب في ذلك الوقت: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾. وقوله: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ هو داعٍ يوم القيامة، (إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ)؛ أي: منكر عظيم لشده أهواله، فإنه لا شيء أنكر على النفوس من ذلك اليوم؛لأنهم لم يشاهدوا له نظيراً.

تفسير قوله تعالى: (خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر): 

قوله: ﴿خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ﴾؛ أي: أن أبصارهم خاشعة ذليلة، كما قال الله عز وجل: يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [الشورى:45] هم الآن مستكبرون رافعو رءوسهم يرون أن الناس تحتهم وأنهم فوق الناس، لكن سيأتي اليوم الذي سيكون بالعكس. ﴿خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾[القمر:7] (الأجداث) هي القبور، و(كأنهم جراد منتشر) الجراد المنبث في الأرض الذي لا يدري أين وجهته، ليس له طريق قائمة يعرف كيف ينتهي، ولكنهم منتشرون، وهذا من أدق التشبيهات؛ لأن الجراد المنتشر تجده يذهب يميناً ويساراً لا يدري أين يذهب، فهم سيخرجون من الأجداث على هذا الوجه بينما هم في الدنيا لهم قائد، لهم أمير، لهم موجه يعرفون طريقهم وإن كان طريقاً فاسداً.

تفسير قوله تعالى: (مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر): 

قال تعالى: ﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾[القمر:8]؛ أي: أنهم مسرعون خاضعو الأعناق، كالرجل إذا أسرع وركض تجده يقدم رأسه يخضعه، فهم يخرجون من الأجداث مهطعين إلى الداع؛ أي: مسرعين خافضي رءوسهم، من الفزع والهول والشدة: ﴿يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾[القمر:8] وتأمل قوله: (يقول الكافرون) ولم يقل: يقول الناس؛ لأن هذا اليوم العسر لا شك أنه في حد ذاته عسر شديد عظيم، ولكنه على الكافرين عسير وعلى المؤمنين يسير، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً﴾[الفرقان:26]. وقال تعالى: ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾[المدثر:10]. وأما على المؤمنين فهو يسير ولله الحمد جعلنا الله وإياكم منهم ﴿يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾[القمر:8].

تفسير قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر): 

ثم بدأ الله عز وجل بقصص الأنبياء على وجه مختصر في هذه السورة، لكنه مؤثر تأثيراً بالغاً، لو قرأتها بتمهل وتدبر لوجدت أنها مؤثرة جداً، كلمات مختصرة لكنها رادعة تماماً: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ﴾[القمر:9] ونوح هو أول الرسل، أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض هو نوح بدلالة القرآن والسنة: قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾[النساء:163]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾[الحديد:26]. وبهذا نعرف أن ما ذكره بعض المؤرخين: من أن إدريس جد لنوح كذب لا شك فيه، وليس قبل نوح رسول، وحتى في حديث الشفاعة فيه التصريح أنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، ولذلك كان من عقيدتنا: أن أول الرسل نوح وأن آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبي رسول. (كذبت قبلهم قوم نوح) ولم يفصل الله عز وجل هذا التكذيب، لكنه أنزل في ذلك سورة تامة وهي سورة نوح، فصل الله فيها تفصيلاً تاماً في تكذيبهم وأخذهم. ﴿فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا﴾[القمر:9] وهو نوح، وصفه الله بالعبودية؛ لأن العبودية أشرف ألقاب البشر، العبودية لله أشرف ألقاب البشر، وهي: التذلل له في الطاعة, والإنابة, والتوكل وغير ذلك، العبودية من حيث هي ثلاثة أنواع:

الأول: عبودية عامة تشمل جميع الخلق وهي: التذلل للأمر الكوني، كقوله تبارك وتعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً﴾[مريم:93]. (إن كل) يعني: ما كل من في السماوات والأرض إلا ستكون حاله هذه: أنه آتي الرحمن عبداً، وهذه العبودية للأمر الكوني؛ لأن أمر الله عز وجل كوني لا يمكن لأحد أن يفر منه مهما كانت قوته.

الثاني: العبودية الخاصة بالمؤمنين، مثل قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً﴾ [الفرقان:63]. هذه عامة لكل مؤمن.

الثالث: العبودية الخاصة بالأنبياء، وهذه مثل قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً﴾[الإسراء:1]. ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾[الفرقان:1]. ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾[الكهف:1]. ومن ذلك هذه الآية: ﴿فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا﴾[القمر:9]. وقد لبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله، لكنهم كلما دعاهم إلى الله ليغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا قوله، واستغشوا ثيابهم حتى لا يروه واستكبروا استكباراً، ولا أبلغ من هذا الاستكبار: أن يضع الإنسان يده في أذنيه حتى لا يسمع قول الداعي، وأن يستغشي ثوبه فيتغطى به حتى لا يراهم. قوله: ﴿وَقَالُوا مَجْنُونٌ﴾[القمر:9]. المجنون: فاقد العقل، الذي يهذي بما لا يدري، قالوا: إنه مجنون، وهذه القولة قيلت في كل الرسل، قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾[الذاريات:52]. و(أو) هنا إما للتنويع، فبعضهم يقول: ساحر، وبعضهم يقول: مجنون، أو أنهم يقولون هذا وهذا، وعلى كل حال قالوا في نوح إنه مجنون. ﴿وَازْدُجِرَ﴾[القمر:9] قيل: إنه زجر زجراً شديداً، والزجر: هو النهر بشدة وعنف، والدال هنا منقلبة عن تاء، وقد قال العلماء: إن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى، والمعنى: أنه زجر شديد، وقوله: (وَازْدُجِرَ) ينبغي ألا توصل بما قبلها؛ لأنك لو وصلت وقلت: وقالوا مجنون وازدجر. لتوهم السامع أنهم يقولون: مجنون وازدجر يعني: زجره غيره، لكن المعنى خلاف ذلك، فكذبوا عبدنا وازدجر هذا المعنى. إذاً: الأولى أن تقف: (وقالوا مجنون) ثم تبدأ وتقول: (وازدجر) فيكون هنا لم يقتصر هؤلاء المكذبون على أن كذبوا بل كذبوا وزجروا وتوعدوا وسخروا.

تفسير قوله تعالى: (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر...): 

لما طال الأمد دعا ربه: ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾[القمر:10] الله أكبر! كلمتان: ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾[القمر:10] ولقد دعا أهلاً للإجابة جل وعلا فأجاب الله، فقال: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾[القمر:11]. فتحنا، وفي قراءة: فتَّحنا، وكلاهما حق، وينبغي لمن علم القراءة الأخرى أن يقرأ بهذه تارة وبهذه تارة بشرط ألا يكون ذلك بحضرة العوام؛ لأن العوام لا ينبغي أن تقرأ عليهم بقراءة خارجة عن المصحف الذي بين أيديهم، فتحدث لهم تشويشاً، وربما تهبط منزلة القرآن من نفوسهم، أو ينسبونك إلى الغلط والتحريف لكن عند طلبة العلم وعند التعلم أو فيما بينك وبين نفسك ينبغي أن تقرأ بالقراءات الثابتة مرة بهذه ومرة بهذه. كما نقول هذا أيضاً في العبادات المتنوعة تفعل هذا مرة وهذا مرة كالاستفتاحات ونحوها. قوله: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ﴾ (أبواب) كل باب في السماء انفتح﴿بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾؛ أي: منصب صباً شديداً، فكان كأفواه القرب، ليس كالذرات المعروفة، لا، بل أشد.

تفسير قوله تعالى: (وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر): 

قال تعالى: ﴿وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً﴾[القمر:12]؛ أي: عيوناً من المياه، وتأمل قول الله: ﴿وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً﴾ ولم يقل: فجرنا عيون الأرض، كأن الأرض كلها كانت عيوناً متفجرة، حتى التنور الذي هو أبعد ما يكون عن الماء لحرارته ويبوسته صار يفور، كما قال عز وجل: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ﴾[هود:40]. وفي هذا من الدلالة على قدرة الله تبارك وتعالى ما لا يخفى وأن هذه الفيضانات التي تحدث الآن وقبل الآن إنما تحدث بأمر الله عز وجل، وليست كما قال الطبائعيون: إنه من الطبيعة، يقولون: هاجت الطبيعة، غضبت الطبيعة، وما أشبه ذلك -نسأل الله العافية- بل هي بأمر من يقول للشيء: كن فيكون. ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾[القمر:12] هنا ماء نازل من السماء دل عليه قوله: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾[القمر:11]. وماء من الأرض نادر دل عليه قوله: ﴿وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً﴾. فلماذا لم يقل: فالتقى الماءان؛ لأن المراد ماء السماء وماء الأرض؟ قال العلماء: إنه أراد الجنس؛ لأن جنس الماء هنا واحد ماء الأرض وماء السماء، أو يقال: لأنه لما كان المقصود بهاذين الماءين شيئاً واحداً وهو عذابهم صح الإفراد، ﴿فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾؛ أي: على شيء قد قضاه الله تعالى وقدره في الأزل، فإنه ما من شيء يحدث إلا وهو مكتوب، قال تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾[يس:12]. يعني: من أعمال بني آدم، ومما يقع في الأرض كل شيء محصى، ولهذا قال: ﴿عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾.