كيفية معاملة العلماء للطلبة وعامة الناس والعكس
مدة الملف
حجم الملف :
1403 KB
عدد الزيارات 2031

السؤال:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا، وفي رواية: ويوقر كبيرنا» وكما جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قولها: "أنزلوا الناس منازلهم" ولا شك أن العلماء كما أشرنا في السؤال السابق هم أجدر الناس بالتقدير والتفضيل والاحترام؛ وذلك لشرف العلم الذي يحملونه للخلق، ومن هذا المنطلق نرجو من سماحتكم تقديم نصائحكم وإرشاداتكم لأبنائكم الشباب الناشئ من طلبة العلم وخاصة للمتحمسين منهم للدين والدعوة على ما فيهم من غيرة وحرص على العلم والفقه. فكيف يرى سماحتكم السبيل القويم والمعالجة الناجعة التي يمكن وصفها لهذا الصنف من الشباب المتحمس لتظل موافقه مع علماء الأمة وأهل الاجتهاد مواقف التوقير والاحترام لا مواقف التجريح والاتهام، وكذلك نرجو منكم بيان واجب الطرف الآخر؛ أعني: آباءنا العلماء ورجال الدعوة الكبار إزاء أبنائهم من هذا الشباب، وذلك حتى تتم الموازنة الواردة في الحديث الشريف الآنف الذكر بين رحمة الكبير للصغير مع توقير الصغير للكبير. انتهى نص الأسئلة ونرجو توجيهاتكم، وهذا تفويض من الإخوة في الأردن؟

الجواب:

أما السؤال الثالث وهو: معاملة العلماء للشباب أو لعامة الناس، فيجب أن تكون المعاملة باللطف، واللين، والتواضع، وأن يضع الإنسان نفسه أمام الحق، ويتواضع لله عز وجل، وكذلك لا يحتقر الخلق، لا يقول: هذا شاب صغير وأنا شيخ كبير، لا ألتفت إليه، ولا أنظر إليه، ولا أصغي لهذا، هذا غلط كبير.

كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أرفع الخلق شأناً عند الله كان يمازح الصغير، ويسلم على الصغار، ويحمل الصغار وهو يصلي عليه الصلاة والسلام.

فالتواضع لا شك أن له تأثيراً بالغاً في جذب الناس إلى الإسلام.

ويجب على الشباب -أيضاً- أن يعاملوا من يكبرهم في العلم والسن والقدر أن يعاملوه بما يستحق، لا أن يخاطبوه مخاطبة الند للند، بل يخاطبونه بالاحترام والتوقير والتبجيل، حتى يحصل الوئام بين الشباب والكبار.

أما مع التفرق فلا شك أنه ضرر عظيم أن يكون الشباب في جانب، وأهل العلم والعقل في جانب آخر.

هذا ما يتعلق بهذه الأسئلة، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون قد أوفينا بعض الشيء.