نصيحة لمن انتشر عندهم التنصير وحكم مشاركتهم في أعيادهم والتشبه بهم
مدة الملف
حجم الملف :
1328 KB
عدد الزيارات 1365

السؤال:

لقد تزايد المد التنصيري عندنا في الكويت حتى أصبحت كثيراً من الأسر المسلمة تحتفل بأعياد النصارى، وقام بعض الشباب بتقليد النصارى بلباسهم وزيهم وتعليق بعضهم للصليب على صدورهم، فما هو توجيهكم لنا علماً بأننا في بلد يسمح أحياناً بحرية الأديان؟

الجواب:

النصيحة في آية من كتاب الله وهي قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51] هذه الآية تكفي لكل مؤمن.

ثم إني أحذرهم من تقليد هؤلاء النصارى بقول الله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة:109] فعليهم ألا يقتفوا بهذا، وليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» ولتضرب لهم الأمثال بما فعل النصارى بالمسلمين سواء في العصر الحاضر، أو العصور السابقة، وكيف يتولونهم وهم يفعلون بالمسلمين ما يفعلون، بل كيف يتولونهم وهم أعداء الله ورسوله! فالإنسان المؤمن حقيقة لا يمكن أن يقلد هؤلاء.

أما احتفالهم بأعيادهم فقد قال ابن القيم رحمه الله: إن هذا إن سلم من الكفر ففعله من أكبر المعاصي، وأشد من إقرارهم على شرب الخمر؛ لأنهم يحتفلون بهذه الأعياد على أنها أعياد شرعية عندهم، وهي أعياد كفرية لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا بها، ولا أن يرفعوا بها رأساً.

قد يقولون مثلاً: ألسنا نهنئكم على عيدكم في الفطر والأضحى؟ فنقول: بلى. لكن عيدنا عيد شرعي مرضي عند الله، وعيدكم عيد كفري مسخوط عند الله، ونحن وأنتم بشر متعبدون بشريعة الله، وكان الواجب عليكم أن تحتفلوا بعيدنا وأن تدخلوا في ديننا، فضلاً عن أن تحتفلوا بعيدكم، أما نحن فمحرم علينا أن ندخل في دينكم، ومحرم علينا أن نحتفل بشرائعكم وشعائركم.

وعليكم -أيها الإخوة- أنتم في بلادكم أن تكافحوا هذه الفكرة السيئة وأن تتصدوا للرد عليها، ولكن ليس بعنف؛ لأن العنف لا يولد إلا العنف، فعليكم بالرفق وبيان الحكم الشرعي على وجه هادئ يحصل به المقصود.

بارك الله فيكم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.