حكم الخروج مع جماعة التبليغ
مدة الملف
حجم الملف :
2061 KB
عدد الزيارات 4982

السؤال:

قبل سنوات قريبة كان هناك كثير من الإخوان يأتي ويتساءل عن الخروج مع جماعة التبليغ ، فأكثر ما نسمع من طلبة العلم أنهم يحضونه على العلم، وعلى الاتجاه إلى حلقات الذكر، وحلقات العلم الموجودة في المدن، وأيضاً إلى التعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلخ. ولكن من سنتين تقريباً حصل هبوط وتلاشي بحلقات العلم في كثير من المدن، بل تكاد تكون معدومة في بعض المدن، فالإخوان في جماعة التبليغ يتساءلون يقولون: نحن الآن أين نذهب إذا ما كان هناك طالب علم نجتمع إليه، أو نتعلم منه فأين نذهب؟ علماً بأن الإخوان في جماعة التبليغ هم الوحيدون فقط الذين يستمرون على نشاطهم، وعلى اجتماعاتهم، وعلى جهدهم المقل أو المكثر. فنريد يا فضيلة الشيخ حقيقة ولو أنه طال الكلام عن هذا الأمر ونحن حقيقة معنا مجموعة من الشباب يأتون من مدن تبعد خمسمائة أو ستمائة كيلو ليحضروا هذا اللقاء؛ لأنه في المدن التي نعيش فيها ليس هناك حقيقة، تعرف يعني ما الذي حصل لأكثر طلبة العلم ابتعدوا عن الحلقات، فالحقيقة يا شيخ نحن لا ندري نخليهم يواصلون مع جماعة التبليغ، أو نبقى على موقفنا الأول ونقول: اتجهوا إلى العلم، وإذا قلنا لهم: اتجهوا إلى العلم يقولون: لا نجد من يعلمنا، أو إذا جلسنا عند بعض طلبة العلم بدأ يبدع ويفسق، فيقولون: ما نجد حقيقة الذي يعيننا على أنفسنا، أو على استمرار النشاط إلا هؤلاء الإخوة.

فما رأي فضيلتكم خاصة في هذه الأيام التي بدأ فيها الضعف الحقيقي في أكثر المناطق؟

الجواب:

أقول: نسأل الله العافية، ونسأل الله أن يعيد نشاط الشباب فيما فيه الخير لهم وللبلاد، جماعة التبليغ جماعة نشطة، وجماعة فيها خير، وجماعة لها تأثير لا يوجد لأي جماعة أخرى، وجماعة تكف شرها عن الناس لا تتكلم في الناس؛ لا في الحكام، ولا في العلماء، ولا في الأمراء، وهذا شيء مشهور.

بل إنهم يحاولون ترك الجدال عندهم حتى في مسائل العلم، كل هذا للابتعاد عن التنافر، وتأثيريهم واضح، كم من إنسان فاسق صار بواسطتهم عدلاً مستقيماً، وكم من إنسان كافر دخل في الإسلام من أجلهم، وحسن أخلاقهم، لكن ينقصهم العلم، يحتاجون إلى طلبة علم يكونون معهم ويبينون لهم الحق؛ حتى يكونوا على بصيرة من الأمر، ويخشى من السفر إلى الخارج إلى باكستان أو بنجلادش أو غيرها مما يخاف عليهم من البدع هناك، على أن بعض الإخوة من أهل القصيم ذهبوا في هذه السنة لاجتماع كان في باكستان أو بنجلادش -لا أدري- لكنهم ذكروا أن كبيرهم الذي ألقى الخطبة في هذا الجمع الغفير كان من أول ما بدأ من صلاة المغرب إلى أربع ساعات بعد الغروب وهو يقرر التوحيد، يقولون: ولم نسمع عنه ما يدل على مخالفة التوحيد أبداً، ومع ذلك لما حصل بيننا وبينهم لقاء أثنى على أهل العلم في هذه البلاد وقال: نحن نتمنى أن يأتينا أحدٌ منكم يبين لنا الخطأ حتى نرجع عنه.

فعلى كل حال: يحتاجون إلى طلبة علم يكونون معهم، فطالب العلم إذا كان معهم سيستفيد من جهتين:

الجهة الأولى: أنه يعلمهم ويرشدهم ويوجه هذه الفئة التي تدعوا الناس بأخلاقها، وآدابها، وإيثارها، يعلمهم ما يجب عليهم من أمور الشرع.

والجهة الثاني: أنه هو بنفسه إذا كان شامخ الرأس لكونه طالب علم؛ فإنه يلين ويعرف التواضع، والقيام بالإيثار، فذمهم مطلقاً غلط، ومدحهم مطلقاً غلط، لكن فيما أعلم حسناتهم أكثر من سيئاتهم، والنقص الذي عندهم هو مسألة العلم، عندهم جهل.

نسأل تعالى أن يجمعنا جميعاً على العلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير.