لغز فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى
مدة الملف
حجم الملف :
1290 KB
عدد الزيارات 1445

السؤال:

اشتهر في الفترة الأخيرة بين الشباب لغز، أو ما يسمونه باللغز وهو: ما هو الشيء الذي لم يره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما هو الشيء الذي لم يره الله ـ سبحانه وتعالى ـ ولم يسمع به؟ ويقصدون بالذي لم يره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسولٌ مثله، والذي لم يره الله ـ سبحانه وتعالى ـ ولم يسمع به: الشبيه، والمثيل، والنظير، وتعلمون أن هذا سوء أدب مع الله ـ سبحانه وتعالى ـ فما حكم ذلك؟ أفيدونا، وفقكم الله.

الجواب:

أما كون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ير الشيء، أو لم يسمع به، فهذا حاصل لكل بشر، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشر، يدخل بيته، والبرمة على النار، فلا يدري ما الذي فيها، وهو بيته! والبرمة: مثل القدر، فإنه دخل ذات يوم على أهله فدعا بطعام، وكان قد رأى البرمة على النار، وفيها لحم تصدق به على بريرة، وهي عتيقة لعائشة ـ رضي الله عنها ـ عندها، وقد علموا أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يأكل الصدقة، فقالوا: (لحم تصدق به على بريرة ، فقال:«هو عليها صدقة ،ولنا هدية» . أنا أضرب هذا مثلاً للدلالة لكون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يعلم الغيب. وكان معه أبو هريرة ذات يوم، فانخنس منه وذهب يغتسل، ثم رجع فقال له: (أين كنت؟ قال: كنت جنباً فكرهت أن أكون معك على غير طهارة. قال:« سبحان الله! إن المؤمن لاينجس»فانظر: تغيب عنه أبو هريرة، وهو لا يعلم، فالرسول قد لا يسمع بالشيء، وقد لا يرى الشيء.

لكن قولنا: في جانب الله ـ عز وجل ـ لم يسمع به الله، ولم يره، فهذا سوء أدب عظيم مع الله، ويخشى على من ألقى هذا السؤال فضل به من يضل من الناس أن يبوء بالإثم ـ والعياذ بالله ـ وجانب الرب ـ عز وجل ـ يجب أن يعظم ،ويهاب، يجب ألا تتكلم في جانب الله  ـ عز وجل ـ بما يوهم نقصاً لا من قريب، ولا من بعيد؛ لأن الله ـ تعالى ـ قال:﴿ لِلذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[النحل:60] .

كل وصف كمال فأعلاه لله ـ عز وجل ـ كيف تقول: إن الله لم يسمع به، ولم يره؟ فالحذر الحذر من مثل هذه التعبيرات، والحذر الحذر من الكلام في جانب الرب ـ عز وجل ـ إلا بما جاء في الكتاب، والسنة.

يجب أن نتأدب كما تأدب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانت الآيات تنزل في صفات الله، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلم في صفات الله، لا يوردون أسئلة ولا إشكالات، يأخذونها بالرضا، والتسليم، والقبول، ويعلمون أن الله ـ تعالى ـ فوق ما يتصوره الإنسان﴿: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى:11].