السؤال:
مِمَّا هو معلوم أن رؤيا الأنبياء حق، فما هو الجواب عن قوله -تعالى-: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [الأنفال:43]؟
الجواب:
رؤيا الأنبياء حق بلا شك، والله -سبحانه وتعالى- أَرَى نبيَّه محمداً -صلى الله عليه وسلم- عدوَّه قليلاً لأجل المصلحة العظيمة، فهو مَثَلٌ ضربه الله -عزَّ وجلَّ- له، وليس هو رؤيا بالفعل؛ لكنه مثل ضُرب له من قِبل الله -عزَّ وجلَّ- من أجل أن لا يكون فيه ذل أو جبن عن التقدم في الجهاد؛ ولهذا قال: ﴿وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [الأنفال:43] فكان من الحكمة أن الله -سبحانه وتعالى- يريه إياهم مثلاً يضربه من أجل التنشيط على الجهاد.
السائل:
أتعني أن هذه الرؤيا ليست حقاً؟
الشيخ:
لا. هي حق من الله -عزَّ وجلَّ- فالرسول رأى حقاً؛ لكنه لم ير هؤلاء القوم، بل أُرِي إياهم مثلاً.