هل هناك ذكر معين بعد التجشؤ والتثاؤب؟
مدة الملف
حجم الملف :
997 KB
عدد الزيارات 1325

السؤال:

إذا تجشأ الإنسان، أو تثاءب، فهل هناك ذكر معين يقوله؟

الجواب:

لا. إذا تجشأ الإنسان أو تثاء،ب فليس له ذكر، خلافاً للعامة، فالعامة إذا تجشئوا يقولون: الحمد لله! والحمد لله على كل حال؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد.

كذلك إذا تثاءبوا قالوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا لا أصل له، ولم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يفعل ذلك، لكن قد يقول قائل: أليس التجشؤ نعمة، والنعمة يستحق الله -عز وجل- عليها الحمد؟

قلنا: بلى، هو نعمة؛ لكن لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يحمد الله إذا تجشأ، وإذا لم يرد، فإنه ليس مشروعاً بناء على قاعدة معروفة عند العلماء، وهي: أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- فلم يفعله، ففعلُه ليس بسنة؛ لأن فعل الرسول سنة وتركه سنة، فالتجشؤ موجود، ولم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمد الله عليه، إذاً: ترك الحمد هو السنة.

كذلك الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند التثاؤب قد يقول قائل: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «التثاؤب من الشيطان»، وقد قال الله -تعالى-: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ [الأعراف:200]!

قلنا: إن المراد بقوله -تعالى-: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ﴾ [الأعراف:200] أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب، فاستعذ بالله؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان، ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة:268] فإذا حصل هذا النزغ، فاستعذ بالله.

أما التثاؤب فإن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع، فإن عجز فليضع يده على فيه» ولم يقل: إذا تثاءب أحدكم ،فليستعذ بالله، مع أنه قال: «التثاؤب من الشيطان»، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة.