توجيه في قول الله: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين)
مدة الملف
حجم الملف :
1080 KB
عدد الزيارات 13390

 السؤال:

ما توجيهكم -وفقكم الله- إذا كان من المعلوم أن العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله، موافقاً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما التوجيه في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ [العنكبوت:65]؟

الجواب:

الدعاء عند الاضطرار يكون الإنسان فيه مخلصاً، والله -عز وجل- قال في كتابه: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل:62].

فإذا اضطر الإنسان في أي حال من الأحوال إلى شيء ولو كان كافراً ودعا ربه فإن الله يستجيب دعاءه مهما كان، إذاً نقول: إن هؤلاء الذين إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين إنما يدعون الله تعالى في حال ضرورة، والله تعالى يجيب دعوة المضطر، كما أنه يجيب دعوة المظلوم ولو كان كافراً، لو أنك ظلمت شخصاً وهو كافر فدعا عليك استجاب الله دعاءه، وبهذه المناسبة نحذِّر الكفلاء الذين يظلمون العمال فلا يعطونهم أجورهم؛ نحذرهم من دعوة العمال عليهم ولو كان العمال كفاراً، فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب دعاءهم، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» والدليل من العقل أن الله -عز وجل- حكم عدل يكره الظلم، فإذا دعا المظلوم على ظالمه استجاب الله له إقامة للعدل وأخذاً لصاحب الحق بحقه؛ ولهذا نقول: دعاء المضطر مستجاب ولو كان من كافر، ودعاء المظلوم مستجاب ولو كان من كافر، أما التعبد لله بصلاة أو نحوها فهذه لا تقبل إلا بإخلاص وإسلام.