السؤال:
ذكرتَ -وفقك الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أصبر الرسل، وقد ذكر الله تعالى أن نوحاً -عليه الصلاة والسلام- صبر في دعوته لقومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأيوب أيضاً ذكر أنه كان له شيء من الصبر، فما الجمع بين هذا وما ذكرتم وفقكم الله؟
الجواب:
الصبر لا يكون أعلى بحسب الكمية وطول المدة، بل قد يكون أعلى بحسب الكيفية وما حصل لمن أصيب بأذى، ولا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حصل له من الأذى الشديد ما كان به أصبر الرسل أو على الأقل ما كان به مثل صبر أولي العزم؛ لأن الله قال له: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف:35] وإلا فمن المعلوم أن الله تعالى ابتلى إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بإلقائه في النار إلا أن الله أنجاه منها، فقال: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء:69].