والده يأخذ مكافأته مقابل أكله وشربه فماذا يفعل ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1177 KB
عدد الزيارات 1838

السؤال:

هذه رسالة وردتنا من الابن مقدم إبراهيم محمد العشي، في الحقيقة معاونة الأب للابن، وهي من المسائل الاجتماعية، يقول: لي مشكلة أضعها بين أيديكم راجياً من الله أن أجد لها حلاً؛ أنا رجل في سن ثمانية وعشرين، وكفيف النظر، وطالب بمعهد النور بالصف الثاني متوسط، ولي والد يعاملني معاملة سيئة، ودائم الخلاف معي منذ أن التحقت بالمعهد، وأنا أتقاضى مكافأة شهرية قدرها ثلاثمائة وخمسة وسبعون ريالاً أعطيها له كلها على أمل أن يعطيني منها ما أحتاج له في حاجاتي، ولكن عندما طلبت منه مبلغاً لأشتري ما أحتاجه رفض وقال: هذا المبلغ نظير أكلك وشربك فقط، وليس لك الحق في طلب أي شيء. مع العلم بأن أكلي وشربي هو القوت الضروري الذي يعيشني فقط، علماً بأن حالته المادية لا بأس بها، وعندما وجدت منه ذلك حاولت الاحتفاظ بجزء منها، ومن هنا بدأ الخلاف فطردني من المنزل، وحاولت الرجوع إليه مستعيناً بأهل الخير ولكن لم أدم طويلاً، وطردني ثانياً بدون سبب، وتكررت هذه الحالة، وأنا أعيش مشرداً في شوارع البلد دون مأوى أو مكان يأويني مما تسبب عنه رسوبي بالمعهد. ويقول: علماً بأني لم أعلمكم بأن زوجته هي غير أمي، فهي زوجته وامرأة أبي، ولا أعتقد أن السبب منها، حيث لم أجد منها ما يسيء إلي، وأعتقد بأن السبب والدي فقط. فأيضاً يقول: وأنا الآن مشرد في الشوارع، وما الحل؟ أو ما الطريق الصحيح؟ أرجو الإفادة وفقكم الله.

الجواب:


الشيخ: الحمد الله. أقول: إن هذه الحال من أبيك لا تنبغي، بل الواجب عليه أن يقوم بكفايتك إذا كان قادراً من ماله، فإن لم يكن قادراً فمن الراتب الذي تتسلمه من معهد النور، ولا يحل له أن ينقصك كفايتك سواء أخذ منك الراتب أم لم يأخذ؛ لأن إنفاق الأب على ولده واجب لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف﴾ والمرضعات لأن هو الذي ينفق على ولده. والذي أنصح به والدك أن يتقي الله تعالى في معاملتك إذا صح ما نسبته إليه، وأن يقوم بكفايتك على الوجه المطلوب لينال بذلك الأجر من الله، وليكون ذلك عوناً لك على بره في حياته وبعد مماته.