هل يجوز أن يحج ويهدي الثواب للرسول أو الصحابة؟
مدة الملف
حجم الملف :
1870 KB
عدد الزيارات 1064

السؤال:

أحسن الله إليكم. هذه السائلة أم عبد العزيز من الرياض تقول: من باب المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة هل يجوز للإنسان أن يحج عنهم؟

الجواب:


الشيخ: أما الصحابة فلا بأس يحج عنهم الإنسان كما يحج عن أي مسلم، لكن مع ذلك نرى أن الدعاء للأموات أفضل بكثير من الأعمال الصالحة، حتى الأب والأم إذا دعوت الله لهما فهو أفضل من أن تحج عنهما إذا لم يكن فرضاً، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما تحدث عن عمل الإنسان بعد موته قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». يدعو له، ما قال: يحج عنه ولا يتصدق عنه ولا يصوم عنه ولا يزكي ولا يحج ما قالها، قال: ولد صالح يدعو له، وهل تظن أيها المؤمن أحداً أنصح للأحياء والأموات من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟! لا والله، لا نظن بل نظن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنصح الخلق للأحياء والأموات، ومع ذلك قال: أو ولد صالح يدعو له، هذه واحدة، ثانياً: أن بالنسبة للصحابة قلنا: إنهم كسائر الناس، ولكن الدعاء أفضل لهم ولغيرهم، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإهداء القرب له بنفسه من السفه من حيث العقل، ومن البدعة من حيث الدين، أما كونه بدعة في الدين فلأن الصحابة رضي الله عنهم الذين شاهدوا الرسول ولازموه وأحبوه أكثر منا ما كانوا يفعلون هذا، هل أبو بكر حج عن الرسول؟! عمر عثمان علي العباس عمه؟! كلهم لم يفعلوا هذا، نأتي نحن في آخر الدنيا ونهدي للرسول بالحج عنه أو بالصدقة عنه غلط، هذا غلط من ناحية شرعية، من الناحية العقلية هو سفه؛ لأن كل عمل صالح يقوم به العبد فللنبي صلى الله عليه وسلم مثله؛ لأن من دل على خير فله مثل فاعله، وإذا أهديت ثواب العمل الصالح للرسول هذا يعني أنك حرمت نفسك فقط، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم منتفع بعملك، له مثل أجرك سواء أعطيته أم لم تعطه، وأظن أن هذه البدعة لم تحدث إلا في القرن الرابع، ومع ذلك أنكرها العلماء وقالوا: لا وجه لها، وإذا كنت صادقاً في محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم -وأرجو أن تكون صادقاً- فعليك باتباعه اتباع سنته وهديه، كن وأنت تتوضأ كأنما تشعر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ أمامك، وكذلك في الصلاة وغيرها حتى تحقق المتابعة، ولست أقول أمامك أنه عندك في البيت، هذا لا أقوله، لكن المعنى من شدة اتباعك له كأنه أمامك يتوضأ، ولهذا أوجه الآن على نقطة مهمة، مثلاً نحن نتوضأ للصلاة والحمد لله عندما  نتوضأ أكثر الأحيان وأكثر الناس لا يشعرون ألا أنهم يؤدون شرطاً من الشروط، لكن ينبغي أن يلاحظ أولاً أن نشعر بأننا نمتثل أمر الله عز وجل حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ إلى آخره، هذه واحدة، ثانياً أن نشعر باتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه توضأ نحو وضوءنا، بل لأننا توضأنا نحو وضوءه، ثالثاً: أن نحتسب الأجر لأن هذا الوضوء يكفر الله سبحانه وتعالى كل خطيئة حصلت من هذه الأعضاء، الوجه إذا غسله آخر قطرة يكفر بها عن الإنسان، وكذلك بقية الأعضاء، هذه ثلاثة أمور غالباً لا نشعر بها، إنما نعمل كأننا أدينا شرطاً من شروط الصلاة، فأسأل الله أن يعينني وإخواني المسلمين حتى تكون العبادة طاعة لله واتباعا لرسول الله واحتسابا لثواب الله. نعم.