السؤال:
أحسن الله إليكم يا شيخ. مبارك عبد الله من جدة يقول في هذا السؤال: بأنه نذر إذا أتم الله له أمر بأن سيذبح ذبيحةً للفقراء والمساكين، ولم يحدد المكان الذي يتم فيه الذبح، فهل يحل له أن يذبح في بلده حيث أن هناك يقول أعرف مساكين وفقراء؟
الجواب:
الشيخ: نعم. أولاً: يجب أن نعلم أن النذر أقل أحواله أن يكون مكروهاً، ومن العلماء من حرمه؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عنه وقال: «إنه لا يأتي بخير»، وقال: « إنه لا يرد قضاءً»، فالنذر ليس هو الذي يجلب الخير للإنسان، ولا هو الذي يدفع الضرر عنه، وإنما يستخرج به من البخيل، كما جاء في الحديث، ولهذا حرم النذر طائفةٌ كبيرة من أهل العلم، وما أكثر الذين يسألون عن النذر فتجدهم ينذرون ثم يماطلون في الوفاء بالنذر، وربما يتساهلون فلا يوفون وهؤلاء على خطرٍ عظيم؛ لقول الله تبارك وتعالى في المنافقين: ﴿ومنهم من عاهد الله لإن آتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فعاقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون﴾. فأكرر لأخواني المسلمين النهي عن النذر، أي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عنه وأقول: احذروا النذر، احذروه، ومن نذر أن يطيع الله فليطعه، هذا الرجل نذر أن يذبح ذبيحة لحصول أمرٍ ما يتصدق بها على الفقراء، وهذا النذر نذر طاعة ولا فرق بين أن يوفيه في بلده أو في بلدٍ آخر، إلا إذا عين البلد فيتعين ما عينه هو. نعم.