نذرت أن تصوم اسبوعا إذا تحقق لها ما تريد فهل تؤجر على الصيام؟
مدة الملف
حجم الملف :
1390 KB
عدد الزيارات 3242

السؤاg:

الشيخ: تقول السائلة: امرأة نذرت صيام أسبوع إذا حقق الله لها أمراً من أمور الدنيا، وفعلاً تحقق لها وفعلاً وفت بنذرها، فالسؤال: هل يكتب لها أجرٌ على صيامها لهذا وتزيد حسناتها بذلك الصيام أم لا؟ لأن صيامها كان من أجل تحقيق أمرٍ من أمور الدنيا ؟

الجواب:

الشيخ: نعم. هي تؤجر على وفائها بالنذر لكن لا تؤجر على نذرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن النذر وقال: إ«نه لا يأتي بخير»، وقال: «إنه لا يرد قضاءً»، وكثيرٌ من الناس مع الأسف إذا حصل له مرض أو لأحدٍ من أقاربه أو أصحابه قال: لله علي نذر إن شفاني الله، أو شفا الله مريضي أن أصوم شهراً، أو أن أتصدق بكذا أو ما أشبه ذلك هذا غلط. فهل الله عز وجل لا يكشف السوء إلا بشرط؟ كلا والله. النذر لا يرد قضاء إن كان الله قد قضى على هذا المريض بأن يموت مات ولو نذر، نذر له أي نذر لشفائه. وإن كان الله قد قضى عليه في الشفاء شفي وإن لم ينذر له. فالنذر كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:« لا يرد قضاءً ولا يأتي بخير»، ونهى عنه، ولهذا مال بعض أهل العلم إلى تحريم النذر، وأن الإنسان يجب عليه أن يمسك. والقول: بأنه حرام قولٌ قوي وليس ببعيد؛ أولاً لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عنه. ثانياً: أن الإنسان إذا زالت عنه النقمة، أو حصلت له النعمة ينسبها إلى نذره يقول: لما نذرت جاب الله لي الخير، أو لما نذرت شفى الله مريضي، لا ينسبها لفضل الله وهذه مسألة عظيمة. ثالثاً: أن الناذر ما أسرع ما يندم يقول: ليتني ما قيدت نفسي، ليتني لم أنذر فيندم ندماً عظيماً، ثم إذا وقع ما اشترط ذهب إلى باب كل عالم يسأله لعله يتخلص فيقع في مشكلة عظيمة، وما أكثر الذين يطلبون التخلص ثم إنه أحياناً لا يفي بما نذر يعطيه الله عز وجل ما أحب ولكنه لا يأتي لله بما نذر وهذا خطرٌ عظيم أيضاً، قال الله عز وجل: ﴿ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه﴾، ربما يصاب هذا الناذر الذي لم يفِ بما وعد الله، ربما يصاب بالنفاق إلى الموت والعياذ بالله. أبعد يا أخي عن النذر، إياك والنذر، لا تنذر إن كان لك مريض فاسأل الله له الشفاء، إن كان إن فقدت شيئاً من مالك فاسأل الله أن يرده عليك، إن كنت فقيراً فاسأل الله الغنى ولا تنذر. نعم.

نور على الدرب برنامج يومي، يجيب فيه أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة المستمعين شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم. ونفع بكم المسلمين. أيها الإخوة المستمعون الكرام، أجاب على أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، الأستاذ في كليه الشريعة وأصول الدين في القصيم، وخطيب وإمام الجامع الكبير في مدينة عنيزة، شكر الله لفضيلته. وشكرا لكم أنتم. وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت سعد عبد العزيز خميس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

، البرنامج من تقديم وتنفيذ عبد الكريم بن صالح المقرن.