أبوها يريد إجبارها على الزواج من رجل يقع في بعض المعاصي
مدة الملف
حجم الملف :
2430 KB
عدد الزيارات 3591

السؤال:

أحسن الله إليكم. تذكر هذه السائلة: بأنها فتاة تبلغ من العمر الثانية والعشرين ولم تتزوج لأنها تريد تقول: لأنني أريد رجل صالح يحفظ علي ديني ويساعدني على طاعة الله عز وجل، ولكن والدي أجبرني على الموافقة على رجلٍ يصلي والحمد لله لكنني غير راضية عليه وغير مرتاحة، إلى الآن علماً بأنه لم يعقد علي وأنا في ضيقٍ شديد وحيلتي قليلة وقد رفضت هذا الرجل؛ لأن فيه بعض المعاصي وأخاف على نفسي أن أكون عوناً له على ذلك، وأنا مع أهلي يا فضيلة الشيخ متمسكة على ديني كالقابضة على الجمر؛ لأن أهلي هداهم الله يجاهرون ببعض المعاصي وحاولت في إقناعهم ولكن دون جدوى، وكان لي أمل أن أتزوج من رجلٍ صالح يعينني على الخير وعلى أمور ديني، ويفرج عني كربتي بعد الله عز وجل، ولكني فقدت الأمل ووالدي متسرع ولا يتفاهم بصدرٍ رحب وقلت له: زوج إحدى أخواتي قال: كلام الناس لا تزوج الصغرى قبل الكبرى والله المستعان. رغم إني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات لكن حالي لم يتغير أرجو النصح والإرشاد التام لما فيه الخير والفائدة، لأنني أقتنع بكلام ورأي فضيلة الشيخ محمد العثيمين حفظه الله، وهو نعم المربي والموجه والمرشد أطال الله في عمره على طاعة الله، وأسأل المولى الكريم أن يرزقه الجنة والمسلمين وجزاكم الله خيراً؟

الجواب:


الشيخ: أشكر السائلة على هذا الدعاء وعلى حسن ظنها بي، وأرجو الله تبارك وتعالى أن أكون عند حسن ظن أخواني بي، ثم أني أهنئها على كونها تتحرى الرجل الصالح الذي يعينها على دينها، ويحفظ كرامتها، وأقول: أبشري بالخير والله سبحانه وتعالى لن يخيب سائله وراجيه أبداً، فعليها بالإلحاح على الله عز وجل تبارك وتعالى وهو يحب الملحين بالدعاء، أن تلح على ربها تبارك وتعالى أن يرزقها عاجل غير آجل زوجاً صالحاً ذا خلقٍ ودين، ولتنتظر الفرج من الله عز وجل. وأما بالنسبة لإلزام والدها أن تتزوج بهذا الخاطب فلها أن ترفض؛ لأن الأمر أمرها والذي سيعاني من الزوج هي وليس أباها، والمرأة إذا أجبرت على التزوج من شخص فالنكاح غير صحيح سواء كان المجبر أباها أم غيره؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا تنكح البكر حتى تستأذن»، وقال عليه الصلاة والسلام: « البكر يستأذنها أبوها»، أو قال: «يستأمرها أبوها»، فنص على البكر وعلى الأب. ثم كيف يمكن للإنسان أن يجبر ابنته على أن تتزوج بشخص لا ترضاه، وهو لا يملك أن يجبرها على بيع بيضةٍ من مالها هذا لا يمكن أن تأتي به الشريعة، والحمد لله لم تأتِ به الشريعة وإن كان بعض العلماء يرى أن للأب أن يجبرها لكنه قولٌ ضعيف، وما دامت هذه المرأة قد استخارت مرتين ولم ينشرح صدرها لهذا الخاطب فلترفضه، وإنها إذا رفضته لا يجوز لأبيها أن يزوجها أبداً، فإن زوجها وهي مكرهة فقد سلط عليها رجلاً ليس بزوجٍ لهاح لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تزوج البكر حتى تستأذن وقال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، أي مردود، فكيف إذا كان عليه نهي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ ألا فليتقي الله امرؤٌ زوج أحداً من بناته مع الإكراه، وليعلم أنه سلط عليها من ليس بزوجٍ شرعاً، وبيننا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله فهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلن بالنهي عن تزويج البكر حتى تستأذن، وينص على البكر وعلى الأب، فمن المشرع بعده. ومن المعلوم أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طاعةٌ لله، ومعصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم معصيةٌ لله، فليتقي الله هؤلاء الآباء، ثم إن من البلاء والبلاء أن بعض الناس لا يراعي مصلحة البنت أو الأخت أو من له ولايةٌ عليها، إنما يراعي مصلحته الشخصية فقط، أو يراعي عصبيةً بائدة فالذي يقول لبنته: والله لا تفرحين بالزوج إلا من ابن عمك مثلاً سبحان الله! هل البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها هل هي قطعةٌ من ماله يبيعها على من شاء؟! ألا فليتقوا الله، وليعلموا على أن هؤلاء البنات اللاتي أجبرن على الزواج بغير إذنهن أنهن سيكونن خصم هؤلاء الذين زوجوهن يوم القيامة. نعم.