هل مزدلفة لها حكم المسجد، وهل الدخان يبطل الحج؟
مدة الملف
حجم الملف :
1134 KB
عدد الزيارات 3521

السؤال:

جزاكم الله خيراً. هذا السائل عبد الرحمن من مكة المكرمة يقول: فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ:  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يقول: في الحج العام الماضي وفي ليلة المزدلفة، المبيت في المزدلفة قام أحد الشباب خطيب في المسلمين وهذه بعض كلماته قال: أيها المسلمون لقد توصل العلماء بأن الدخان مبطلٌ للحج، وأنتم الآن في المزدلفة، ومزدلفة حكمها حكم المسجد والذي يصر على تعاطي الدخان فهو مجرمٌ وعليه لعنة الله اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد، ما حكم هذا القول؟ مأجورين.

الجواب:


الشيخ: أولاً: الخطبة في ليلة المزدلفة ليست مشروعة، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخطب في المزدلفة بل صلى المغرب والعشاء ثم نام إلى أن طلع الفجر. ثانياً: إن قول هذا إن الدخان أو تدخين الدخان مبطلٌ للحج خطأ، فليس مبطلٌ للحج. وأما قوله: إن مزدلفة مسجد فهو خطأ أيضاً، فإن مزدلفة كغيرها من الأراضي ولو كانت مسجداً لحرم أن يبول بها الإنسان، ولحرم أن يكون بها جنباً إلا بوضوء، ولحرم على الحائض أن تبقى فيها، فهي ليس بمسجد، إلا كما نصف بقية الأرض بأنها مسجد. وأما قوله: عليه لعنة الله فهذا قولٌ كذب إن أراد به الخبر، ومحرم إن أراد به الدعاء. فنصيحتي لهذا إن صح ما نقل عنه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن لا يتكلم إلا بعلم، وأن لا يضل عباد الله، والدخان بلا شك حرام عندنا يعني لا شك عندنا أن الدخان حرام، ولكن فعل المحرم لا يبطل الحج، لا يفسد الحج إلا ما ذكره العلماء وهو الجماع قبل التحلل الأول إذا كان الإنسان عالماً ذاكراً، وما عدا ذلك حتى محظورات الإحرام لا تبطل الحج. نعم.