تحجبت حديثا وتعاني من مضايقات لتركه
مدة الملف
حجم الملف :
1460 KB
عدد الزيارات 4231

السؤال:

زوجة تبلغ من العمر خمسة وعشرين عام وعندها مجموعة من الأطفال، وتحمد الله أنها متدينة وتلبس الحجاب الشرعي منذ شهرين بعد أن أصبحت تستمع إلى هذا البرنامج المفيد نورٌ على الدرب، وعرفت من فضيلتكم أن الحجاب الشرعي واجب وكان السبب في لبس الحجاب هو إرشادكم الكريم جزاكم الله خيراً. وهذا البرنامج الطيب وزوجها شجعها على لبس الحجاب، ولكنها تواجه بعض الصعوبات والضغوطات من قبل الناس والجيران حيث يقولون: بأن هذا العمل قلة عقل، وأن الحجاب الشرعي غير واجب وأنه جاء فقط لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: حاولت أن أفهمهم أن لبس الحجاب واجب دون جدوى، وأنا أعاني من ذلك وأشعر أحياناً بأنني ضعفت معهم ووصلت معهم إلى طريقٍ مسدود إلى أن قالوا لي: أتركي الحجاب، وأنا حزينة لأنهم لا يوجد فيهم إنسان يتكلم فيهم كلمة خير، فهل من كلمة لهؤلاء الناس؟ مأجورين.

الجواب:


الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أشكر الله سبحانه وتعالى أن جعل هذا البرنامج نورٌ على الدرب نافع لعباد الله، وهذا ما نريده وتريده الحكومة السعودية وفقها الله عز وجل، وقد سمعنا الثناء عليه من عدة أناس من هنا في البلاد وخارج البلاد، ثم إني أهنئ هذه الأخت السائلة التي من الله عليها بالاهتداء في ارتداء الحجاب الشرعي الذي منه تغطية الوجه بل هو أهمه، وأما ما يحصل لها من الأذية في أمرها وقولهم: إن هذا جنون فلا تتعجب من هذا، فقد قيل عن الرسل عليهم الصلاة والسلام مثل هذا وأشد قال الله عز وجل: ﴿كذلك ما أتى الذي من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنون﴾، فلتصبر ولتحتسب ولتعلم أنه أن كل شيءٍ أصابها بسبب تمسكها بدين الله فإن ذلك رفعةٌ في درجاتها، وخيرٌ لها في الدنيا والآخرة، ولا تكن كمن قال الله فيهم: ﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة﴾. أما أولئك القوم الذين ينهون عن المعروف فما أعظم خسارتهم وهم محادون لله ورسوله، نعم؛ لأن كل من نهى عما أمر الله به ورسوله فهو محادٌ لله ورسوله. وأما قولهم: إن هذا الحجاب خاصٌ بزوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنقول: إذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مأموراتٍ بالحجاب وهن أشد النساء عفة، وأبعدهن عن الفتنة فغيرهن من باب أولى، وعلى هذا فالاستدلال بذلك صحيح على آننا لا نسلم على أن هذا خاصٌ بنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما حجاب نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجابٌ خاص ليس هذا الذي نتكلم عنه. نعم.