هل يجوز تأخير رمي جمرة العقبة حتى يخف الزحام
مدة الملف
حجم الملف :
2175 KB
عدد الزيارات 2346

السؤال:

 أحسن الله إليكم. يقول في آخر أسئلته: هل يجوز تأخير الرمي في اليوم الأول من أيام التشريق إلى أن يزول الزحام لكي لا أضايق الآخرين؟

الجواب:


الشيخ: يجب أن نقول لإخواننا المسلمين: ما نعلمه من السنة رمي جمرة العقبة يوم العيد من آخر الليل ليلة العيد إلى طلوع الفجر ليلة الحادي عشر، لكن الأفضل للقادرين أن لا يرموا حتى طلوع الشمس، رمي جمرات أيام التشريق من الزوال أي من دخول وقت صلاة الظهر إلى طلوع الفجر من اليوم الثاني، فيوم أحد عشر من زوال الشمس إلى طلوع الفجر يوم اثني عشر، وكذلك رمي يوم اثني عشر من الزوال إلى طلوع الفجر أي فجر يوم ثلاثة عشر من الزوال إلى غروب الشمس، ولا رمي بعد غروب الشمس يوم ثلاثة عشر لأنه تنتهي أيام التشريق، لكن في اليوم الثاني عشر من أراد التعجل فليحرص على أن يرمي قبل غروب الشمس، لكن لو فرض أنه تأخر الرمي عن غروب الشمس للعجز عنه لكون المسير غير سريع أو لبقاء الزحام الشديد إلى غروب الشمس فلا بأس أن يرمي بعد غروب الشمس، ويستمر ولا يلزمه في هذه الحال أن يبيت في منى؛ لأن الذي تأهب ونوى التعجل وفارق خيمته لكن حبس إما من مسير السيارات وإما من كون الزحام شديداً حتى غابت الشمس، ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في أيام التشريق؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رمى بعد الزوال وقال: «خذوا عني مناسككم». ومن رمى قبل الزوال لم يأخذ عنه مناسكه بل تعجل؛ ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يترقب بفارغ الصبر كما يقولون أن تزول الشمس، بدليل أنه من حين أن تزول الشمس يرمي قبل أن يصلي الظهر، ويلزم من هذا أن يؤخر صلاة الظهر، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزاً لرمى قبل الزوال لأجل أن يصلي الظهر في أول وقتها، ثالثاً أنه ما كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم -وهو أرحم الخلق بأمته- ما كان ليؤخر الرمي حتى تزول الشمس فيشتد الحر، مع جواز الرمي قبل ذلك؛ لأن من المعلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، هذه ثلاثة أوجه، الرابع أنه لم يأذن للضعفاء أن يرموا قبل الزوال، كما أذن لهم ليلة العيد أن يتقدموا ويرموا الجمرة قبل طلوع الفجر، وأما قول بعض الناس: إن هذا مشقة، نقول: الحمد لله، ما في مشقة، أكثر ما تكون مشقة عند الزوال يوم اثني عشر أخر إلى العصر، إذا بقي الزحام أخر إلى المغرب، إذا بقي الزحام أخر إلى العشاء، لك إلى الفجر، فأين المشقة؟! قول بعض الناس: ما يمكن أن يرمي مليونان من الناس في هذا المكان من الزوال إلى الغروب، هذا أيضاً مغالطة؛ لأنه من يقول: إن الحجاج يبلغون مليونين؟ هذه واحدة، ثانياً: إذا بلغوا مليونين هل كلهم يرمي بنفسه؟ فمنهم من يوكل. ثالثاً: إنا نقول: ليس هناك دليل على أن وقت الرمي ينتهي بالغروب بغروب الشمس؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدد أوله ولم يحدد آخره، فالواجب على المسلمين أن يتبعوا ما دلت عليه السنة، ويجب أن نعلم أنه ليس كلما حلت مشقة جاز تغيير أصول العبادة، وإلا لقلنا: إن الإنسان إذا شقت عليه صلاة الظهر في وقت الظهيرة جاز أن يصليها في أول النهار لأنه أيسر، مع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر عند اشتداد الحر في صلاة الظهر أن يدرجوا بالصلاة، ولم يقل: قدموها في أول النهار. نعم.