نصيحة لمن يتهاون في صلاة الجماعة
مدة الملف
حجم الملف :
1065 KB
عدد الزيارات 2578

[ السؤال:

والدي لا يصلي مع الجماعة إلا يوم الجمعة، ومن الصعب توجيهه للصواب حيث إنه يقول: انظر لنفسك بتأخرك عن صلاة الفجر، وهذا التأخر عندي نادراً، فما هو الأسلوب الأمثل لأقوم بمعالجة هذه المشكلة؟

الجواب:

الآن هذا السائل يحتاج إلى علاج، وأبوه يحتاج إلى علاج، أما هو فيحتاج إلى علاج بأن يحرص غاية الحرص على صلاة الفجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيما لأتوهما ولو حبواً». ويستعمل الوسائل التي يستيقظ بها كالساعة مثلاً، أو الهاتف، ويوصي أحد أصحابه بأنه إذا أذن الفجر يتصل عليه.

أما بالنسبة لوالده فإني أنصح هذا الوالد أقول له: اتق الله، وصل مع الجماعة، فإن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ثم إن من العلماء المحققين الذين هم قادة في العالم الإسلامي من يرى أن من تأخر عن صلاة الجماعة بلا عذر شرعي فلا صلاة له، ولو صلى ألف مرة، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإنه كان يقول: "من لم يصل مع الجماعة بلا عذر فلا صلاة له" وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمسألة خطيرة.

لكن القول الراجح: أن الصلاة تصلح إلا أن ذلك الذي ترك الجماعة بلا عذر آثم، وربما يطبع الله على قلبه -والعياذ بالله-؛ لأن المعاصي -نسأل الله العافية- تؤثر على القلب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ۞ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين:14] فانظر إلى المعاصي كيف غيبت الحق عن القلب حتى صار يقرأ القرآن وكأنه أساطير الأولين، نسأل الله العافية.

فنصيحتي إلى هذا الرجل: أن يتقي الله، وأن يصلي مع الجماعة، وأن يمرن نفسه حتى يذوق طعم الإيمان، فيسهل عليه الصلاة مع الجماعة.