ما صحة حديث : " اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل " وكيفية الدعاء
مدة الملف
حجم الملف :
1247 KB
عدد الزيارات 45373

السؤال:

 هذا سائل يقول: ما صحة الحديث الذي يقول: «اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل»؟ وهل يكون هذا الدعاء جماعياً، مثلاً يدعو شخص ويؤمن الآخرون، أم يكون على انفراد، حيث ظهرت الآن مشادات في ذلك الدعاء، الأمر الذي يؤدي إلى ترك هذا الدعاء، حيث إن بعض العامة من الناس لا يفهم هذا الدعاء ولم يكن له اهتماماً مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. هذا الحديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» اللهم ثبتنا يا رب العالمين، يقول: «استغفروا لأخيكم» أي اسألوا الله له المغفرة قولوا: اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، «واسألوا له التثبيت» قولوا: اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، وإن شئت فقل: اللهم ثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وقوله «فإنه الآن يسأل» الآن يعني بعد انتهاء دفنه، يسأل أي  يسأله ملكان عن ربه ودينه ونبيه، فأما المؤمن الموقن جعلنا الله وإياكم منهم فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيفتح له بابٌ إلى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها، ويفسح له من قبره مد البصر، ويرى أنه انتقل من الدنيا إلى ما هو خيرٌ منها، وأما المرتاب أعاذنا الله وإياكم من ذلك فيقول: ها ها لا أدري، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق فحينئذٍ، يجدر بنا أن نسأل الله لهذا الميت المغفرة والتثبيت، ولكن الدعاء لا يكون جماعياً بل كل إنسان يدعو بنفسه، ولهذا كان الحديث كما سمعتم، يقف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل»، ولم يكن يدعو بهم عليه الصلاة والسلام. نعم.