هل له بعد تحلله من عمرته أن يعتمر لوالده ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1384 KB
عدد الزيارات 1385

السؤال:

أحسن الله إليكم. تقول: فضيلة الشيخ، أريد أن أذهب إلى مكة لأداء عمرة لي، هل يجوز لي بعد أن أتحلل من العمرة أن أحرم بعمرة أخرى لوالدي المتوفى أهبها له، ثم هل يجوز أن أتحلل من عمرة والدي وأحرم بعمرة أخرى لوالدتي، أفتونا مأجورين، يعني ثلاث عمرات في وقت واحد، عمرة لي وعمرة لوالدي وعمرة لوالدتي؟

الجواب:


الشيخ: هذا من البدع أن يأتي الإنسان بأكثر من عمرة في سفر واحد؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يترددون إلى التنعيم ليحرموا مرة ثانية وثالثة ورابعة، وهاهو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين دخل مكة في عمرة مكث ثلاثة أيام ولم يعد العمرة مرة أخرى، وفي فتح مكة بقي تسعة عشر يوماً ولم يأتِ بعمرة، وأما حديث عائشة رضي الله عنها فقضية خاصة؛ لأن عائشة رضي الله عنها أحرمت مع نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجة الوداع، أحرمت بعمرة وفي أثناء الطريق حاضت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تبكي فقال لها: «ما يبكيكِ؟» فأشارت فأخبرته يعني أنها حاضت فقال لها: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم». قال ذلك يسليها.

السؤال: الله أكبر.


الشيخ: وأن هذا ليس خاصاً بها، كل النساء تحيض، ثم أمرها أن تحرم بالحج، ففعلت ولم تأتِ بأفعال العمرة؛ لأنها لم تطهر إلا في يوم عرفة وانتهت، فقالت يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحج وأرجع بحج؟ قال لها: «طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك بحجك وعمرتك» فصار طوافها وسعيها أدي عن نسكين، ولكن رآها مصرة على أن تأتي بعمرة فأذن لها صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تأتي بعمرة، وأمر أخاها عبد الرحمن أن يخرج بها إلى التنعيم وتأتي بعمرة، ولم يأمر أخاها أن يعتمر ولا اعتمر أخوها أيضاً؛ لأن ذلك ليس بمشروع، فدخل أخوها محلاً ودخلت هي محرمة بعمرة، وطافت وسعت وقصرت ومشت إلى المدينة، فهذا قضية معينة في أوصاف معينة، كيف يفتح الباب ويقال: من شاء تردد إلى التنعيم وأتى بعمرة؟ فنقول: لا عمرتان في سفر واحد هكذا. نعم.