هل لها أن تستعمل حبوب منع الحمل إذا كان زوجها شحيح لا ينفق عليها ولا على أولادها ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1770 KB
عدد الزيارات 2149

السؤال:

اللهم آمين. أحسن الله إليكم يا شيخ، السائلة أم مجاهد من الرياض تقول: فضيلة الشيخ، تقوم بعض النساء باستخدام حبوب منع الحمل لسنوات طويلة حتى تصل إلى سن اليأس، وذلك لسبب قوي لأن زوجها وهو إنسان مقتدر وغني لا يصرف عليها  وعلى أبنائها وبناتها، حيث إنه متزوج من ثلاث نساء ولا يعدل بينهن، ولديه منهن إحدى عشرة بنتا وستة أبناء، فلا يهتم بتربيتهم ولا الاهتمام بهم، ولا يهتم بالصرف عليهم في المأكل والمشرب والملبس والمسكن، حيث قامت إحدى زوجاته ببيع ذهبها حتى تستطيع أن تصرف منه في تدريس أبنائها وتوفير المأكل والمشرب لهم، حيث إنها غير متعلمة أمية، وأحياناً كانت تقوم بدور الحاضنة لأطفال أختها الموظفة، فتقوم أختها بإعطائها مبلغاً بسيطاً من المال نظير هذه الحضانة لأطفالها، فهل على هذه المرأة شيء باستخدام هذه الحبوب لسنوات طويلة، حيث إنها لا تستطيع تحمل المسئولية لوحدها بالقيام بتربية الأبناء والصرف عليهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أفتونا مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: قبل الإفتاء أقول: إنه يجب على الزوج أن ينفق على زوجاته وأولاده من بنين وبنات إذا كان قادراً على هذا، وليعلم أنه إذا أنفق ماله قياماً بالواجب واجب النفقة في حياته سلم من عائدة المال ومن إثم المال، وإن لم يفعل فسوف ينفق من بعده قهراً عليه فيبوء بالإثم والعياذ بالله، ويجمع لهؤلاء القوم الذين شح عليهم بحياته، فعليه أن يتقي الله، وأن يقوم بالواجب من الإنفاق على الزوجات الثلاث وعلى أولادهن من بنين وبنات، فإن لم يفعل فلكل واحدة أن تأخذ من ماله في غير علمه ما يكفيها ويكفي أولادها، كما أفتى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة حين شكت إليه زوجها أنه شحيحٌ لا يعطيها ما يكفيها وأولادها، فإذن لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي أولادها، أما الإفتاء فأقول: لا تستعمل حبوب المنع للحمل، لا تستعمل حبوب منع الحمل من أجل قلة الأولاد أو ليقل أولادها؛ فإن أولادها رزقها ورزقهم عند الله عز وجل، وكلما كثر الأولاد انفتح للرزق أبواب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.  وقال تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾. وقال في الآية الثانية: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾. ولكن كثرة الرزق بكثرة الأولاد لها شرط مهم وهو تقوى الله وصحة التوكل عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾. ولقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾. فأقول لهذه السائلة: لا تستعملي حبوب منع الحمل، واستعيني بالله وتوكلي عليه، واعلمي أن رزق أولادك ليس إليكِ، بل إلى من خلقهم جل وعلا. نعم.