تدعو بالزوج الصالح ويتقدم لها غير ذلك وما حكم رفض الزواج من شخص متزوج ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1372 KB
عدد الزيارات 8242

السؤال:

أحسن الله إليكم. تستفسر عن موانع الدعاء، تقول: فقد دعوت الله أن يرزقني بالزوج الصالح، ولكن للأسف من يتقدم لي غير ذلك، وقد تقدم لي أحد الأشخاص الذين يبدو عليهم الصلاح، إلا أنه كان متزوجاً فرفضته؛ لأنني لا أقبل نفسياً أن أكون الزوجة الثانية وأن تكون سعادتي على حساب تعاسة الآخرين، فهل تأثم في رفضه، كما أنه تقول: يراودني شعور بأنني سأظل بلا زواج طول عمري، ومهما دعوت فلن يستجاب لي، هل هذا الشعور هو تحقيق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «قلب المؤمن دليله»؟

الجواب:


الشيخ: نقول لها ولغيرها: إن الله سبحانه وتعالى قد يمنع إجابة دعوة الشخص لخير يريده لهذا الشخص، فلا يستعجل الإنسان، بل يلح في الدعاء. والإنسان إذا دعا ربه لم يخب؛ أولاً أن الدعاء عبادة يؤجر عليها ويثاب عليها، ثانياً أن الله تعالى إما أن يجيب دعوته أو يدخرها له يوم القيامة أو يصرف عنه من السوء ما يقابل ما دعا به أو أكثر، ومع ذلك نقول: ألح بالدعاء فإنك إنما تدعو غنياً كريماً جواداً ولا تيأس، ولهذا جاء في الحديث: «يجاب لأحدكم ما لم يعجل». قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال:  «يدعو ويدعو ويدعو فيقول: لم يجب لي». أو كلمة نحوها، «فيستحسر عن الدعاء».  لهذه المرأة نقول: لا تيأسي من رحمة الله، كرري الدعاء، وأما كونها يتقدم لها رجل ذو دين ولكن معه زوجة أخرى فتمتنع من  الإجابة من أجل الزوجة الأخرى فلا أرى لها ذلك، ما دام الرجل صالحاً ذا خلق ودين، وقولها: لا أحب أن تكون سعادتي بشقاء الآخرين هذا غلط؛ فإن الآخرين لا ينبغي لهم أن يشقوا بذلك، فلا ينبغي للمرأة أن تغلبها الغيرة بحيث تشقى إذا تزوج زوجها؛ لأن تعدد الزوجات مما ينبغي أن يفعله العبد إذا كان ذا قدرة مالية وبدنية وآمناً من الجور والميل؛ فإن في كثرة النساء كثرة الأولاد، وكثرة الأمة، وتحصين فروج كثير من النساء الباقيات في البيوت، وهو من نعمة الله عز وجل، ولولا أن الحكمة في تعدد الزوجات ما شرعه الله عز وجل ولا أذن فيه، نعم إذا كان الإنسان قليل المال أو ضعيف البدن أو خائفاً ألا يعدل فهنا نقول: الأفضل أن تقتصر على ما عندك، وتسأل الله التوفيق. نعم.