يدرس في المملكة فهل له الترخص بالقصر..؟
مدة الملف
حجم الملف :
2182 KB
عدد الزيارات 1546

السؤال: 

جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ. هذا سائل للبرنامج يقول في هذا السؤال: فضيلة الشيخ، أود أن أعرف القول الراجح في مسألة القصر بالنسبة لطلاب الجامعة الوافدين إلى المملكة، وبعد كل عام يسافرون إلى بلادهم في الإجازة ثم يعودون، وهكذا حتى تنتهي مدة الدراسة، علماً بأننا نسمع من بعض العلماء بأنهم يقولون: عليهم القصر، بينما البعض من العلماء الآخرين لا يرى هذا. أفتونا يا فضيلة الشيخ محمد في هذا الأمر، جزاكم الله خيراً؟

الجواب:


الشيخ: هذه المسألة من المسائل الخلافية، أعني هل تحدد مدة  السفر في الإقامة التي تمنع الترخص برخص السفر أو لا تحدد، وفيها خلاف بين أهل العلم يزيد على عشرين قولاً، والمرجع في الخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والذي نرى في هذه المسألة أن الإنسان ما دام لم يستوطن البلد أو يعزم على الإقامة المطلقة فإنه مسافر ولو طالت مدته؛ لأنه لم يتخذ هذا البلد وطناً ولم ينو الإقامة فيه إقامة مطلقة، وإنما نوى إقامة مقيدة إما بزمن وإما بعمل، فالمقيدة بزمن مثلاً يقول إنه سيبقى في هذا البلد لمدة عشرة أيام، عشرين يوماً، شهراً، شهرين، هذه مقيدة بزمن، والمقيدة بعمل مثل أن يقول: سأبقى في هذا البلد حتى ينتهي موسم التجارة، وهو لا يدري متى ينتهي، أو سأقيم في هذا البلد ما دام هذا العالم فيها يدرس، أو يقول سأبقى في هذا البلد ما دمت أتلقى العلاج، أو ما أشبه ذلك، هذا أيضاً قد حدد إقامته بعمل، فالمسألة الثانية أعني تحديد الإقامة بالعمل نص الفقهاء كلهم على أنه ما دام لم يعزم إقامة مطلقة فإن له أن يقصر الصلاة، وهو موجود في مختصرات المتون ومطولاتها، وأنه يقصر ولو بقي سنين يقصر أبداً، فلو فرض أنه أقام للعلاج وطال علاجه سنوات، فله أن يقصر؛ لأنه لم ينو الإقامة المطلقة، إنما نوى إقامة مقيدة بهذا العمل أو بهذا الغرض، وكذلك لو أقام ما دام هذا العالم موجوداً وعمر العالم خمسين سنة أو ستين سنة فإنه يقصر بقيناً. والإقامة المحددة بمدة من العلماء من ألحقها بالإقامة المحددة بعمل، ومنهم من لم يلحقها، ثم الذين لم يلحقوها بعضهم قال: الإقامة ما زاد على أربعة أيام، فمتى نوى إقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه التمام ولم يترخص رخص السفر، ومع ذلك لم يعطوه حكم المقيم أو المستوطن، بل قالوا: إنه لا تنعقد به  الجمعة ولا يصح أن يكون إماماً فيها؛ لأنه غير مستوطن، ومن العلماء من قيد ذلك بأربعة أيام زائدة عن يوم الوصول ويوم المغادرة، ومن العلماء من قيد ذلك بخمسة عشر يوماً، ومنهم من قيد ذلك بتسعة عشر يوماً، وكل هذه أقاويل استنباطية، والذي تدل عليه الأدلة الشرعية فيما أرى أنه ما دام لم يعزم إقامة مطلقة أو استيطاناً فإن له حكم المسافر؛ لأن هذا الدارس مثلاً في الجامعة يقول: لو أعطيت الشهادة اليوم لسافرت، أنا لست من أهل البلد، ولا أريد الإقامة في البلد، أنا أتيت بغرض الدراسة، لكن الدراسة محددة بأربع سنوات أو أكثر، فما دمت لم أتخرج فأنا مقيم بهذا البلد. نظيره قول الذي يقول: أنا سأبقى في هذا البلد حتى أشفى، أو حتى يموت العالم الذي أدرس عنده، أو ما أشبه ذلك. ولا فرق وهذا الذي ذكرته هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وقد بحث المسألة بحثاً مطولاً في الفتاوى في باب صلاة الجمعة، فمن أحب المزيد من ذلك فليرجع إليه. نعم.