كيف يحقق المسلم شهادة أن لا إله إلا الله ..
مدة الملف
حجم الملف :
2032 KB
عدد الزيارات 2478

السؤال:


السائل: كيف يكون المسلم محققاً لشهادة أن لا إله إلا الله،  وأن محمداً رسول الله قولاً وعملاً واعتقاداً بحيث يضمن لنفسه النجاة من الخلود في النار؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال.

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم علي نبينا محمد، وعلي آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين. تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله؛ أن يفهم الإنسان معناها أولاً، ثم يعمل بمقتضي هذا العلم، فمعني لا اله إلا الله لا معبود حقاً إلا الله، وليس معناها لا إله موجود إلا الله، بل بمعنى لا إله حقاً إلا الله؛ لأن من المخلوق ما عبد من دون الله، وسمي إلهاً كما قال تعالي: ﴿فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء﴾،  وقال الله تعالي: ﴿ولا تجعل مع الله إلهاً آخر ﴾، وقال المشركون: أجعل الألهة إلهاً واحداً، لكن هذه الآلهة ليست حقاً، بل باطل؛ لقول الله تعالي: ﴿ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل﴾، وإذا كان لا معبود حقا إلا الله؛ فعلى الإنسان أن يجعل العبادة كلها عقيدة وقولاً وعملاً لله تعالي وحده، وإذا كان هذا معني لا إله إلا الله فلا يمكن أن يحققها الإنسان حتى يعمل بمقتضاها، بمعني أن لا يعبد إلا الله فلا يتذلل ولا يخضع لأحد علي وجه التعبد والتقرب والإنابة إلا لله عز وجل، ومقتضى ذلك أيضاً أن لا يعبد الله إلا بما شرع؛ لأن الله هو الإله الحق وما سواه فهو الباطل. وعلي ذلك فلا يعبد الله إلا بما شرع علي  الرسل عليهم أفضل  الصلاة  والسلام،  ولا بد أيضاً  من تحقيق شهادة أن لا اله إلا الله بأن يكفر بما سوى الله عز وجل من الآلهة، حتى يتحقق له الاستمساك بالعروة الوثقى؛ قال الله تعالى: ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾، وقال الله تعالي: ﴿ولقد بعثنا في كل أمه رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾، فلابد من تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله من اجتناب الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله عز وجل.

السائل: كيف يضمن المسلم النجاة من الخلود في النار؟

الشيخ:  لا يمكن لأحد أن يضمن لنفسه ذلك؛ لأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء. لكن المؤمن يرجو الرحمة والنجاة من النار بما قام به من عبادة الله وحدة لا شريك له، وامتثال أمر الله، واجتناب نهي الله؛ كما قال الله تعالى: ﴿وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا قالو  فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن  يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزائهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين﴾، فالإنسان إذا ما قام بما أوجب الله عليه،  وترك ما حرم الله عليه  مخلصاً لله في ذلك، متبعاً لرسوله صلي الله علي آله وصحبه وسلم، فإنه يرجو أن ينجيه الله بذلك من النار وبدخلة الجنة، وينبغي له في هذه الحال أن يحسن الظن بالله، وأن لا يكون آيس من رحمة الله عز وجل، لكن مع ذلك كل إنسان يخاف أن لا يكون عدو لعمله؛ لأن الإنسان بشر قد يكون في قلبه من الإعجاب بعمله ما يحبط عمله، وقد يكون بقلبه شيء من الرياء، وقد يكون بعمله شيء من البدعة. الضمان غير حاصل على سبيل التعيين لكن على سبيل العموم، نقول قال تعالى: ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾.