معنى قوله تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
مدة الملف
حجم الملف :
1677 KB
عدد الزيارات 4494

السؤال:

ما معنى قول الله -عز وجل-: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:18]؟ وهل من توجيه للشباب الذين يتزينون بمخالفة السنة ووضع الشعر على الوجه والتكسر كما تتكسر النساء؟

الجواب:

معنى الآية الكريمة: أن الله تعالى ينكر على المشركين؛ لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، وقالوا: الملائكة بنات الله، فاختاروا لله تعالى ما يكرهون واختاروا لأنفسهم ما يشتهون، جعلوا البنين لهم والبنات لله، فيقول الله -عز وجل-: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:18] يعني: كمن لا يحتاج إلى ذلك، من الذي لا يحتاج إلى ذلك؟ الإنسان الذكر ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾ [الزخرف:18] هذا وصف ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:18] وصف آخر، من الذي يتحقق فيه هذان الوصفان؟ المرأة الأنثى، الأنثى تنشأ في الحلية، ويستجلب لها أنواع الحلي لتتزين بها، وأنواع الثياب، ولهذا جعل الله تعالى لها من الثياب ما تتحلى به وحرمه على الرجال مثل الحرير، فالحرير حرام على الرجال حلال للنساء؛ لأن المرأة مسكينة، تحتاج إلى أن تتجمل به، تحتاج إلى شيء تتحلى به، الرجل رجل يكفيه وصف الرجولية عن كل شيء.

﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:18] المرأة في الخصام هل خصامها مبين أو ضعيف؟ ضعيف؛ ويندر أن تلقى امرأة مثل الرجال في خصامها، فينكر الله -عز وجل- على هؤلاء المشركين الذين جعلوا لله -عز وجل- الناقص من الصنفين وجعلوا لأنفسهم الكامل.

أما ما ذكره السائل مما ابتلي به بعض الشباب الفارغين الفارهين الذين أطغاهم الغنى والفراغ من كونهم يتحلون بحلي النساء، يلبسون الذهب؛ إما في الخواتم، وإما في الأزارير، وإما في القلائد أو ما أشبه ذلك، فإن نصيحتي لهم: أن يعرفوا قدر أنفسهم، وأن ينزلوا أنفسهم منزلتها، لا يهبطوا بها إلى منازل النساء لما في ذلك من الإثم لارتكاب ما حرم الله عليهم، ولما في ذلك من ظلم أنفسهم؛ حيث أنزلوها دون المستوى الذي يجب أن يكونوا عليه، ولما في ذلك -أيضاً- من الفتن؛ لأن من الذكور الآخرين من ابتلي بحب جنسه محبةً جنسية -والعياذ بالله- حتى أنه فيما مضى من الزمان كانت أمة عظيمة ابتليت بهذا، وأرسل من أجل ذلك رسول إليهم، وهم قوم لوط، وقد وبخهم فقال: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ [الشعراء:166].

فالواجب على الشاب أن يعرف قدر نفسه، وألا يهضمها، وإني أنصح إخواني أو أبنائي من هؤلاء الشباب إلى أن يتقوا الله -عز وجل- في أنفسهم، وأن يعلموا أن الشباب ما هو إلا فيء زائل، ما أسرع ما يندمون على ما فعلوا، ولقد صدق القائل:

لا طيب للعيش ما دامت منغصةً *** لذاته بادكار الموت والهرم

فأسأل الله لي ولهم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى.