متى تسن جلسة التورك في الصلاة ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1466 KB
عدد الزيارات 25872

السؤال:

جزاكم الله خيراً. يقول هذا السائل في سؤاله الثاني: نعلم بأن التورك سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني لا أتورك إلا إذا كان موضع جلوسي يسمح لي؛ وذلك خوفاً من أن أوذي المسلمين في الجلوس. أفيدوني جزاكم الله خيراً. 

الجواب:


الشيخ: التورك كما قال السائل سنة؛ لكنه في التشهد الأخير من كل صلاة فيها تشهدان، فيكون في المغرب، ويكون في الظهر وفي العصر، وفي العشاء. أما الفجر وكل صلاة ثنائية فليس بها تورك. والتورك يكون في التشهد الذي يعقبه سلام، فلو قدر أن أحداً من الناس دخل مع الإمام في صلاة الظهر في الركعة الثانية، فإنه إذا تشهد الإمام التشهد الأخير، سيبقى على هذا المسبوق ركعة فلا يتورك في هذه الحال؛ لأن توركه وإن كان تشهداً أخيراً بالنسبة لإمامه، لكنه ليس تشهداً أخيراً بالنسبة له فلا يتورك فيه مع الإمام، ولكنه إذا قضى الصلاة مع الإمام تورك. وللتورك ثلاث صفات، الصفة الأولى: أن ينصب رجله اليمنى، أي ينصب القدم ويظهر الرجل اليسرى من تحت الساق، لتكون الرجل اليسرى عن يساره. والصفة الثانية: أن يسدل رجله اليمنى واليسرى من الجانب الأيمن، وتكون الرجل اليسرى تحت ساق الرجل اليمنى. الصفة الثالثة: أن يسدل رجليه من الجانب الأيمن، وتكون الرجل اليسرى بين ساق الرجل اليمنى وفخذها. هكذا ثبت في صحيح مسلم، فإذا فعل هذا مرة وهذا مرة كان خيراً. وإن اقتصر على واحدة كان خيراً. لكن ينبغي أن نبين قاعدة مهمة: وهي أن العبادات الواردة على وجوه متنوعة الأفضل فيها أن يفعلها على هذه الوجوه كلها، هذه مرة وهذه مرة؛ لفوائد ثلاث، الفائدة الأولى: العمل بكل من السنتين. والفائدة الثانية: أن يحفظ كل السنة؛ لأنه إذا عمل بواحدة وهجر الأخرى نسيها. الفائدة الثالثة: أن هذا أقوى لاستحضار القلب؛ لأنه إذا استمر على سنة واحدة صارت كالعادة له، فإذا كان يحضر قلبه ليعمل بهذا مرة وبهذا مرة صار ذلك أقرب لحضور القلب، وعلى هذا فيكون التورك مرة بهذا ومرة بهذا. أما كون كان الإنسان لا يتورك في الصف لئلا يؤذي غيره فهذا أحق، إذا كان هناك ضيق ولا يتمكن الإنسان من التورك إلا بأذية، فإنه لا يتورك. وهنا يكون ترك سنة اتقاء أذية. نعم.