من أبر البر دعاء الوالدين للتوحيد
مدة الملف
حجم الملف :
2055 KB
عدد الزيارات 1456

السؤال:

المقدم: توفى والدي ونحن صغار، وقد ربتنا الوالدة جزاها الله خيراً. يقول: ولكن هناك مشكلة ترتبط بالوالدة، فهي تؤمن بالأولياء وتطلب منهم الحاجات، وفي حال مواجهة أي مشكلة لها تنطلق إليهم، وقد نصحناها كثيراً، وكانت تحتفظ بكثير من الأوراق التي تأخذها من الأماكن التي تذهب إليها، عند هؤلاء الأولياء، وفي الأخير قمت بجمع هذه الأوراق والأشياء التي أراها محرمة وأتلفتها، فغضبت علي وقاطعتني، وجهوني ماذا أعمل؟ وهل أكون قاطعاً للصلة؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إن من أبر البر بالوالدين أن يدعوهما إلى توحيد الله عز وجل، وإلى طاعته؛ فإن في ذلك إنقاذاً لهما من النار، وهو أبلغ من برهما بإعطاء المال، والنفقات، والخدمة البدنية وغير ذلك، فالواجب عليكم أن تناصحوا هذه الأم، وأن تخوفوها بالله عز وجل، وأن تبينوا لها أن الذهاب إلى الأولياء، إن كان إلى قبورهم والاستغاثة بهم، والاستنجاد بهم، وطلب الحوائج منهم، فإن هذا شرك أكبر مخرج من الملة، وهو أظلم الظلم، وأعظم الآثام؛ وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾. وإن كان من يزعمونهم أولياء أحياءاً؛ فإنه لا يحل لها أن تعلق قلبها بهؤلاء الأولياء، وأن تجعلهم الملجأ عند حلول الحوادث والنكبات، والشدائد. وأن تعلق قلبها برب العالمين الذي خلقها، أوجدها من العدم وأمدها بالنعم، ثم إن هؤلاء الأولياء الذين يزعمون أنهم أولياء لله، قد يكونون من أعداء الله عز وجل، قد يدعون الناس إلى أن يرفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله، وربما لو فتشت ما فتشت، لرأيت منهم قصوراً فيما أمرهم الله به، أو انتهاكاً لما حرم الله عليهم، فما كل من يدعي الولاية يكون ولياً، حتى وإن ظهر بمظهر الناسك العابد، الزاهد في الدنيا، فقد يكون ظاهره هكذا، ولكن باطنه يحترق احتراقاً على الدنيا، والجاه وتعظيم الناس له. والخلاصة: أن الواجب عليكم بر هذه الوالدة، وأن تناصحوها وترشدوها، وتأتوا لها بالأشرطة المفيدة، والكتب النافعة. أما إحراقك ما رأيت عندها من الأدعية والأوردة الباطلة المحرمة، فهذا من برها، أي من برك بها، ولا يضرك لو غضبت عليك، بل هذا من تمام أجرك أن تؤذى في الله، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولقد دعى إبراهيم أباه لعبادة الله عز وجل فقال له أبوه: لئن لم تتنه لأرجمنك، واهجرني ملياً. نعم.