السؤال:
بارك الله فيكم. السائلة م.م. أبها، الحقيقة كتبت بأسلوبها الخاص هذه الرسالة، تقول: فضيلة الشيخ، تذكر بأنها فتاة من عائلة محافظة وتحمد الله، تقول: مشكلتي هي أنني كنت على درجة طيبة من التقوى والدين، كثيراً ما أقرأ القرآن وأكثر من الصلاة، والتهجد والصيام والعبادات، وكم بكيت كثيراً من خشية الله عز وجل، كنت في سعادة كبيرة لإيماني بالله، ولكن منذ فترة بسيطة تغيرت حالي كثيراً أصبحت كثيرة القلق والاكتئاب، أحاول قراءة القرآن ولكن دون جدوى، حتى إذا قرأت لا أستطيع أن أكمل التلاوة، وكذلك إذا قرأت أذكار الصباح والمساء أقول في نفسي: لا فائدة منها، لم أعد أهتم بصلاة التهجد أو الصيام، وأحس بأن كل ما أفعله من سيئات بأنه ليس بإرادتي، أصبحت أعيش حياة تعيسة جداً، لدرجة أنني أحياناً أنكر البعث والحساب، وأنكر عذاب القبر وأنكر الجنة و النار، وأنا الآن إنسانة أخرى لا أعرف ما السبب؟ وكثيراً ما أخاف من خاتمة السوء. ماذا أعمل يا شيخ محمد؟ مع العلم بأنني فشلت كثيراً في محاولاتي. وجهوني وأرشدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الشيخ: أسأل الله تعالى لها العافية، وأن يعيدها على رشدها السابق، وأبشرها بأن هذا وساوس من الشيطان، يدخلها في قلب المرء المؤمن؛ ليعكر عليه حياته ويفسد عليه دينه، ودواء ذلك بأمرين، أحدهما: الإعراب عن هذا الشيء، وتناسي هذا الشيء والتواكل عنه، والاستمرار في العمل الصالح، والثاني: وهو حقيقة الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، بأن تقول: كلما أحست بمثل ذلك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من يقع في قلبه وساوس من الشيطان، ثم إن قولها: أنها أحيانا تنكر البعث، وتنكر الجنة والنار، هذا أيضا من الوساوس؛ لأنها لو سئلت أتنكرين البعث؟ قالت: "أعوذ بالله أنا أنكر البعث"؟! لو سئلت أتنكرين الجنة والنار؟ قالت:"أعوذ بالله، أنا أنكر الجنة والنار"؟! وبناء على هذا يكون ما يقع في قلبها من مثل ذلك الوساوس، أو مثل تلك الوساوس لا أثر لها، ولا ضرر عليها فيه، فلتبشر بالخير، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولتستعن بالله عز وجل على الإيمان الراسخ، والعمل الصالح.