السؤال:
ننتقل إلى السؤال الثاني، يقول: في يوم الخميس كنت في صيام التطوع، وفي وقت الغداء جاءني صديق، فقدمت له الغداء، وكنت قد نويت الإفطار، وأكلت معه، وقد سمعت أنها سنة، هل هذا صحيح، وهل أستمر في الأكل والشرب، أم أمسك إلى الليل، أم ماذا أفيدونا مما علمكم الله؟
الجواب:
الشيخ: إذا أكل الإنسان في اليوم وهو صائم، فإن صومه يفسد، ولا يمكن أن يصح، اللهم إلا أن يقع ذلك نسياناً أو جهلاً، فإن وقع نسياناً أو جهلاً فإن صومه تام، لحديث أبي هريرة الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نسي وهو صائم، فأكل، أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه». وكذلك أن يكون جاهلاً، مثل: أن يظن أن الشمس قد غربت، فيأكل، ثم يتبين أنها لم تغرب، فصيامه صحيح، ولا قضاء عليه، لما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، قالت: أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، فطلعت الشمس، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباًَ، لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل، لأن الشريعة والحمد لله محفوظة، لا يمكن أن يضيع منها شيء، والحاصل أن إفطارك مع هذا الصديق الذي دخل عليك، وأفطرت حين قدمت له الغداء، إفطارك هذا جائز، ولاحرج فيه لأن صوم النفل إن شاء الإنسان أتمه، وإن شاء أفطر، أقول: إن شاء أتم، وإن شاء أفطر، ولكن الأفضل أن يتم ولا يفطر إلا لغرض صحيح.