السؤال:
بارك الله فيكم السؤال الثاني في رسالة المستمع من الدمام يقول: يا فضيلة الشيخ؛ ظهر في هذا الزمن عدسات تلبس على العين عوضاً عن النظارات، وقد ظهر نوعٌ منها يكون ملوناً؛ بحيث إذا لبسه الإنسان تغير لون العين من لونها الطبيعي إلى لون العدسة، فهل لبسها يجوز أم لا حيث إنها قد تكون من تغيير خلق الله أفيدوني بهذا مأجورين؟
الجواب:
الشيخ: نعم هذه العدسات التي تلبس على العين لا بد فيها أولاً من مراجعة الأطباء، هل لها أثرٌ على العين حاضرٌ أو مستقبل؟ إن قالوا: نعم أنها تؤثر على العين، لكنه تأثيرٌ منتظر لا حاضر، أو قد يكون حاضراً، فإنه في هذه الحال تمنع أو يمنع من لبسها؛ لأن الله سبحانه وتعالى نهى أن نفعل في أنفسها ما يضرنا، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً﴾ وقال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ وأما إذا قالوا: إنها لا تضر العين، وفي ظني ذلك وفي ظني أنهم لن يقولوا، فإنه ينظر في هذه العدسات إن كانت تحكي عيون الحيوان كالتي تكون على عيون القط، أو الأرنب، أو غيرها من الحيوانات؛ فإن ذلك لا يجوز؛ لأن التشبه بالحيوان لم يأتِ في الكتاب والسنة إلا في مقام الذم قال الله تبارك وتعالى: ﴿واتلو عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه منها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ومثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذي كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فهم أنفسهم كانوا يظلمون﴾ وقال الله تبارك وتعالى: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذي كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين﴾. وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: العائد في هبته كالكلب يقيء، ثم يعيد في قيئه. وقال: ليس لنا مثل السوء. وقال صلى الله عليه وسلم: الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا. أما إذا كانت لا تحكي عيون شيء من الحيوان، فلا أرى فيها بأساً؛ لأن هذا ليس من تغيير خلق الله؛ إذ إن هذه العدسات منفصلة دائمة عن العين ولا فرق بينها وبين النظارة المعتادة إلا أن هذه بارزة ظاهرة؛ أعني النظارة المعتادة، وكذلك العدسات التي تلصق على العين.