حكم دعاء المأموم بين الخطبتين مع رفع اليدين
مدة الملف
حجم الملف :
1548 KB
عدد الزيارات 16595

السؤال: 

يقول هذا السائل أبو عبد الله: نلاحظ البعض يدعو بين الخطبتين، إذا جلس الإمام ويرفع يديه ما حكم ذلك مأجورين؟ 

الجواب:


الشيخ: أما الدعاء في ذلك الوقت، فإنه خيرٌ ومستحب؛ يعني هذا الوقت وقتٌ ترجي فيه الإجابة؛ فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن في الجمعة ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم، وهو قائمٌ يصلي يدعو الله تعالى أن يستجاب له وساعة الصلاة هي أقرب الساعات؛ لأن تكون هي ساعة الإجابة لما رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تقضى الصلاة. فعلى هذا فينبغي أن ينتهز الفرصة، فيدعو بين الخطبتين، وأما رفع اليدين بذلك، فلا أعلم به بأساً؛ لأن الأصل في الدعاء أن من آدابه رفع اليدين، فإذا رفع الإنسان يده، فلا حرج، وإذا دعا دون رفع يد، فلا حرج.

الشيخ: هذا في الدعاء الذي بين الخطبتين، أما إذا دعا الإمام في الخطبة، فإنه لا يسن له هو ولا للمأمومين أن يرفعوا أيديهم إلا في حالٍ واحدة أو حالين؛ الحال الأولى: الاستسقاء، إذا دعا خطيب الجمعة بالاستسقاء؛ أي بطلب نزول المطر، فإنه يرفع يديه، ويرفع الناس أيديهم. الثاني: في الاستصحاء؛ يعني، إذا دعا خطيب الجمعة بالاستصحاء، وأن الله يبعد المطر عن البلد، فإنه يرفع يديه، كذلك كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رجلٌ يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعو الله يغيثنا؟ فرفع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يديه، ورفع الناس أيديهم، وقال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا. قال أنس: فواالله ما في السماء من سحابٍ ولا قزعة؛ أي من سحابٍ واسع ولا قزعة أي قطعة غيم وما بيننا وبين سبعٍ من بيتٍ ولا دار وسبعٌ جبيل في المدينة تظهر من نحوه السحاب، يقول: فنشأت من ورائه سحابة؛ مثل الترس، وارتفعت في السماء، فلما توسطت، انتشرت، ورعدت، وبرقت، وأمطرت، فما نزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته، وبقوا على هذا اسبوعاً كاملاً، والمطر ينزل، فلما كانت الجمعة الأخرى دخل رجلٌ أو الرجل الأول، فقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادعو الله يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يديه، وقال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر. وجعل يشير إلى كل ناحية، وما أشار إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، وأصحت السماء فخرج الناس يمشون في الشمس، ففي هذين الموضعين يرفع الخطيب يديه في الدعاء في الاستسقاء والاستصحاء؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان حينما رفع يديه بالدعاء حال الخطبة، وكذلك الناس لا يرفعون أيديهم على خطبة يوم الجمعة؛ لأن ذلك ليس مشروعاً لهم فهم تبعٌ لإمامهم، فإذا لم يكن مشروعاً للإمام الخطيب؛ فإن المستمعين كذلك لا يشرع لهم رفع اليدين في حال الخطبة.