فائدة الاشتراط في الإحرام بحج أو عمرة
مدة الملف
حجم الملف :
1450 KB
عدد الزيارات 18418

السؤال: 

بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ هذا مصري مقيم بالأردن يقول: ما فائدة الاشتراط في الحج؟ 

الجواب:


الشيخ: الاشتراط في الحج هو أن يشترط الإنسان عند عقد الإحرام إن حبسه حابس فمحله حيث حبس، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في مشروعية الاشتراط؛ فمنهم من قال: إنه ليس بمشروعٍ مطلقاً؛ فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حج واعتمر ولم ينقل عنه أنه اشترط لا في حجه ولا في عمرته، ومن المعلوم أنه يكون معه المرضى ولم يرشد الناس إلى الاشتراط، فها هو كعب بن عجرة رضي الله عنه في عمرة الحديبية أتي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه مرض، والقمل يتناثر على وجهه من رأسه، فقال صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى الوجع بلغ بك ما أرى وأمره أن يحلق رأسه، وأن يفدي، أو يصوم، أو يطعم. والقصة معروفة في الصحيحين وغيرهما، ويرى هؤلاء القوم أو هؤلاء الطائفة من العلماء أن الاشتراط ليس بمشروعٍ مطلقا، ويرى آخرون أنه مشروعٌ مطلقاً، وأن الإنسان يستحب له عند عقد الإحرام أن يشترط إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وعللوا ذلك بأنه لا يأمن العوارض التي تحدث له في أثناء إحرامه وتوجبه إلى التحلل، فإذا كان قد اشترط على الله سهل عليه التحلل؛ ولكن الصحيح أن الاشتراط ليس بمشروع إلا أن يخاف الإنسان من عائقٍ يحول دونه، وإتمام نسكه؛ مثل أن يكون مريضاً ويشتد به المرض، فلا يستطيع أن يتم نسكه فهنا يشترط، وأما إذا لم يكن خائفاً من عائقٍ يمنعه أو من عائقٍ يحول بينه وبين إتمام نسكه، فلا يشترط، وهذا القول تجتمع به الأدلة، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتمر وحج ولم يشترط ولم يقل للناس على سبيل العموم: اشترطوا عند الإحرام؛ ولكن لما أخبرته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أنها تريد الحج، وهي شاكية؛ أي مريضة. قال لها النبي صلى الله عليه وعلي آله وسلم: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني؛ فإن لك على ربك ما استثنيتي فمن كان في مثل حالها، فإنه يشترط، ومن لم يكن، فإنه لا يشترط، أما فائدة الاشتراط؛ فإن فائدته أن الإنسان إذا حصل له ما يمنع من إتمام نسكه تحلل دون شيء؛ يعني تحلل وليس عليه فدية ولا قضاء.