لم يكملوا سعيهم لشدة الزحام.. فماذا يلزمهم؟
مدة الملف
حجم الملف :
2009 KB
عدد الزيارات 1290

السؤال:

بارك الله فيكم هذا السائل أخوكم أبو الفداء يقول يا فضيلة
الشيخ: ما حكم من خرجوا لأداء العمرة من جدة، فلما طافوا بالبيت، وشرعوا في السعي سعى بعضهم شوطين، والبعض الآخر ثلاثة أشواط، ثم لم يستطيعوا أن يكملوا السعي لأجل الزحمة الشديدة في تلك الليلة، وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي، فخافوا على أنفسهم من الموت، أو الضرر، فعادوا إلى بيوتهم من غير حلق ولا تقصير ولم يفعلوا شيئاً حتى الآن ماذا عليهم، جزاكم الله خيراً؟ 

الجواب:


الشيخ: أقول: إني أنصح هذا السائل، ومن كان على شاكلته ممن يفعلون الخطأ، ثم لا يبادرون بالسؤال عليه، هذا تهاون عظيم بدين الله وشرعه، وعجباً لهذا وأمثاله أن يقدموا ليلة السابع والعشرين لأداء العمرة وأداء العمرة في رمضان سنة، ثم ينتهك حرمة هذه العمرة، فلا يتمموها، ثم لا يسألون عما صنعوا، نسأل الله لنا ولهم الهداية، ونحن نتكلم أولاً على مشروعية العمرة ليلة السابع والعشرين وعلى ما صنعوا من قطع هذه العمرة، أما الأول؛ وهو مشروعية العمرة في ليلة سبعٍ وعشرين نقول: إنه لا مزية لليلة سبعٍ وعشرين في العمرة، وأن الإنسان إذا اعتقد أن لليلة سبعٍ وعشرين مزيةً في أداء العمرة فيها؛ فإن هذا الاعتقاد ليس مبنياً على أصل، فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من أدى العمرة في ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان فله كذا وكذا. ولم يقل من أدى العمرة ليلة القدر فله كذا وكذا؛ بل قال: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. والعمرة ليست قياماً، ثم نقول: من قال: إن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ليلة القدر قد تكون في السابع والعشرين، وقد تكون في الخامس والعشرين، وقد تكون في الثالث والعشرين، وقد تكون في التاسع والعشرين، وقد تكون في الأشفاع في ليلة اثنين وعشرين وأربعة وعشرين وستة وعشرين وثمانية وعشرين وثلاثين كل هذا ممكن، نعم أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، وأما هي بغيرها كل عام فلا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه روي ليلة القدر، وأنه يسجد في صبيحتها؛ أي في صلاة الفجر من صبيحتها في ماءٍ وطين، فأمطرت الليلة ليلة إحدى وعشرين، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر، وسجد في الماء والطين في صبيحة تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين، إذاً فليلة القدر تتنقل قد تكون هذا العام في سبعة وعشرين، وفي العام التالي في سبعة وعشرين، أو في خمسٌ وعشرين، فليست متعينةً ليلة سبعٍ وعشرين؛ ولهذا نرى أن من الخطأ أن بعض الناس يجتهد في القيام ليلة سبعٍ وعشرين، وفي بقية الليالي لا يقوم، كل هذا بناءً على اعتقاد خطأ في تعيين ليلة القدر، والخلاصة أنه لا مزية للعمرة في ليلة سبع وعشرين أن ليلة سبع وعشرين ليست هي ليلة القدر بعينها دائماً وأبداً؛ بل تختلف ليلة القدر، ففي سنة تكون سبع وعشرين، وفي السنة الأخرى في غير هذه الليلة، أو في الليلة، وفي سنوات أخرى في غيرها، وهذا أمرٌ يجب على المسلم أن يرفع اعتقاده فيه؛ أي أن يرفع أن للعمرة ليلة سبع وعشرين مزية، وأن ليلة سبعة وعشرين هي ليلة القدر في كل عام؛ لأن الأدلة لا تدل على هذا، أما بالنسبة إلى عمل السائل فهو عملٌ خاطئ مخالفٌ؛ لقول الله تعالى: ﴿وأتموا الحج والعمرة لله﴾ السعي من العمرة؛ بل هو ركنٌ فيها، وعلى هذا فيجب عليهم الآن أن يلبسوا ثياب الإحرام، وأن يذهبوا فيسعوا ويقصروا تكميلاً لعمرتهم السابقة، وأن يتجنبوا من الآن جميع محظورات الإحرام مع التوبة والاستغفار من هذا الذنب الذي فعلوه.