معنى القضاء والقدر
مدة الملف
حجم الملف :
1302 KB
عدد الزيارات 28228

السؤال:

بارك الله فيكم تقول السائلة أم محمد من القاهرة: يا فضيلة الشيخ ماذا يعني القضاء والقدر بالتفصيل وفقكم الله؟ 

الجواب:


الشيخ: القضاء هو القدر إذا ذكر وحده، والقدر هو القضاء إذا ذكر وحده؛ فإن اجتمعا وقيل: القضاء والقدر صار القضاء ما يفعله الله عز وجل، والقدر ما كتبه في الأزل، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن الإيمان بالقدر له مراتب؛ المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله عز وجل؛ بأن يؤمن العبد بأن الله تعالى بكل شيء عليم، وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه عالمٌ بما كان وما يكون وأنه ما وقع شيء إلا بعلمه، والمرتبة الثانية: الإيمان بالكتابة؛ أي أن الله كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة؛ فإن الله أول ما خلق القلم قال له: اكتب. قال ربي: وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ. فجرى في تلك الساعة ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، ودليل هاتين المرتبتين قوله تعالى: ﴿ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير﴾ المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله العامة، وأن كل شئٍ واقع بمشيئته سبحانه وتعالى، لا فرق في ذلك بين ما يحصل من فعله جل وعلا، وما يحصل من أفعال مخلوقاته، أما الدليل الأول؛ وهو ما يحصل من فعله، فهو قول الله تعالى: ﴿ويفعل الله ما يشاء﴾ وأما الثاني: وهو ما وقع من أفعال خلقه فدليله قول الله تبارك وتعالى: ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات؛ ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ولو شاء الله ما اقتتلوا؛ ولكن الله يفعل ما يريد. فكل شيء يقع في السماوات أو في الأرض، فإنه واقعٌ بمشيئته تبارك وتعالى، وأما المرتبة الرابعة فهي الإيمان بخلق الله، وأن كل كائن فهو مخلوق لله عز وجل لا خالق غيره ولا رب سواه، ودليل هذا قوله تعالى: ﴿الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل﴾ هذه المراتب الأربعة هي مراتب الإيمان بالقضاء والقدر، ولا يتم الإيمان بالقضاء والقدر ولا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق هذه المراتب الأربعة، ومن المعلوم أن الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة التي أجاب بها نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل حين سأله عن الإيمان، فقال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.