الاستدلال بالحديث في مسائل الترغيب والترهيب
مدة الملف
حجم الملف :
1053 KB
عدد الزيارات 1346

السؤال:

بارك الله فيكم المستمع حمود بن سليمان الجهمي من المدينة المنورة يقول: فضيلة الشيخ؛ وجدت في أحد الكتب وفي أحد المساجد حديث: من أدى فريضة في رمضان فذلك يعادل سبعين فريضة، ومن أدى نافلة كمن أدى فريضة وما سواه، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً لم يقبل منه القضاء، ولو صام الدهر كله، وقرأت أن هذا الحديث ضعيف، بينما أئمة المساجد يتحدثون بهذا الحديث بأنه صحيح، وكذلك في الإذاعة، فأرجو من فضيلة الشيخ إجابتي وإرشادي، جزاكم الله خيراً؟ 

الجواب:


الشيخ: الحديث المذكور كما ذكر الأخ السائل، فهو حديث ضعيف؛ لكن بعض أهل العلم غفر الله لنا ولهم، يتساهلون في الحديث إذا كان ضعيفاً وهو في فضائل الأعمال، ويقولون: إن المقصود به الترغيب؛ فإن كان صحيحاً فهذا هو المطلوب، وإن لم يكن صحيحاً، فإنه لا يضر؛ لأنه يعطي الإنسان قوة في الطاعة، إذا كان في الترغيب أو بعداً عن المعصية، إذا كان في الترهيب؛ ولكن إن القائلين بهذا يقولون: لابد من ثلاثة شروط: الأول: أن لا يكون الضعف شديداً، والثاني: أن يكون لهذا الحديث أصل صحيح؛ مثل أن يرد حديث في فضل صلاة الجماعة، وهو ضعيف، فهذا له أصل؛ لأن الشرع حث على صلاة الجماعة، والثالث: أن لا يعتقد صحته إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا ينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة الجزم؛ بل يقول: يُروى أو يُذكر، أو ما أشبه ذلك؛ لكن بعض العلماء المحققين قالوا: لا يجوز رواية الضعيف وإلقاؤه بين الناس، سواء تم في هذه الشروط أم لم تتم؛ وذلك لأن فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كفاية، وهذا أقرب إلى الصواب؛ لأن الباب الأول لو فتح لم يميز الناس بين الضعيف الشديد الضعف، والضعيف الخفيف الضعف، ولتعلق الناس بأحاديث ضعيفة وحفظوها في صدورهم، وأصبحت كالعقيدة عندهم، وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال كفاية.