ما هو الأفضل صوم الإثنين والخميس أو صوم الست من شوال. ..
مدة الملف
حجم الملف :
1172 KB
عدد الزيارات 13676

السؤال:

بارك الله فيكم المستمعة م. م من الرياض أرسلت بهذا السؤال تقول: أوجه سؤالي إلى فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين: فضيلة الشيخ أيهما أفضل صيام التطوع وهو ستة أيام من شوال، أو صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو صيام الأيام العشرة من ذي الحجة وصوم يوم عرفة، أو تاسوعة وعاشوراء؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب:


الشيخ: هذه أيام لكل واحد منها فضل، فصيام ستة أيام من شوال إذا صام الإنسان رمضان وأتبعه بها كان كمن صام الدهر، وهذا فضل لا يحصل في صوم يومي الاثنين والخميس، ولكن لو صام الإنسان يومي الاثنين والخميس من شهر شوال، ونوى بذلك أنها للستة أيضاً حصل له الأجر؛ لأنه إذا صام الاثنين والخميس سيكمل الستة أيام قبل أن يتم الشهر، وأما صيام عشرة من ذي الحجة وصيام يوم عرفة فله أيضاً مزية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة». يعني عشرة من ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء». وأما صوم يوم عرفة، فقال: «أحتسب إلى الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها»، ولكن ليعلم أن صوم يوم عرفة لا يسن للحاج الواقف بعرفة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيه مفطراً، وأعلن فطره للناس، وشاهدوه من أجل أن يتبعوه في هذا، وهذا الفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قدره لأمته حتى يعلموه ويتبعوه عليه، يخصص لعموم الحديث الدال على فضل صوم يوم عرفة، والذي أشرت إليه والذي ذكرته آنفاً، وأما صوم يوم تاسوعة وعاشوراء فهو أيضاً له مزية فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في صوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها». ولكنه عليه الصلاة والسلام أمر أن يصام يوم قبله أو يوم بعده، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسعة». يعني مع العشرة، فالسنة لمَن أراد أن يصوم عاشوراء أن يصوم قبله اليوم التاسع فإن لم يتمكن صام اليوم الحادي عشر، وذلك لأجل مخالفة اليهود الذين كانوا يصومونه؛ لأن الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه.