حكم التسمية بـ " مناف "
مدة الملف
حجم الملف :
1938 KB
عدد الزيارات 10023

السؤال:

السائلة تقول عندي من الأولاد طفل أطلق عليه والده مناخ، وأنا أدري أنه كان اسم إله في الجاهلية، وترجيت زوجي بتغيير هذا الاسم؛ ولكنه يرفض، الرجاء أن تحدثوه في ذلك ليسمع منكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أوجه إخواني المستمعين إلى اختيار الأسماء التي يسمون بها أبناءهم وبناتهم، بحيث تكون أحب إلى الله ورسوله من غيرها؛ فلذلك في أسماء الرجال عبد الله وعبد الرحمن، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وقريب من ذلك كل اسم أضيف إلى الله؛ مثل: عبد الوهاب، عبد العزيز، عبد الرحيم، عبد الجبار، عبد القهار، وما أشبه ذلك، فكل اسم مضاف إلى الله فهو خير مما لم يضف إلى الله عز وجل، وأشرف ذلك وأفضله ما أضيف إلى الله أو إلى الرحمن، بالحديث الذي ذكرته آنفاً، ثم ما كان من الأسماء أخلد إلى الصدق قال النبي عليه الصلاة والسلام أصدق الأسماء الحارث وهمام، يعني ما يلد الإنسان إلا وهو حارث وهمام، فإذا سمي بحارث أو همام صار مطابقاً تماماً للواقع، وكذلك يختار أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ مثل محمد صلى الله عليه وسلم، إبراهيم عليه الصلاة والسلام، موسى، عيسى، نوح، وما أشبهها، وكذلك في أسماء النساء ينبغي أن نختار من الأسماء أحسنها وأطيبها وألذها على السمع، كاسم فاطمة، فإن ذلك اسم بنت محمد صلى الله عليه وسلم، عائشة، زينب، أسماء، وما أشبهها من الأسماء الكثيرة، ويا حبذا لو أن أحداً تتبع الإصابة في أسماء الصحابة، وانتقى من أسماء الصحابة أسماء مناسبة لهذا العصر، فإن في هذا خيراً كثيراً وسداً لما يتخبط فيه الناس اليوم عند اختيار الأسماء العجيبة، فلو حصل أن أحداً يتسبب ويختار ما كان مناسباً من العصر من أسماء الصحابة والصحابيات، ونشره بين الناس ليختاروا من هذه الأسماء التي تذكرنا بسلفنا الصالح، لكان في هذا خير كثير، وسد لهذا الباب الذي انفتح على الناس، فصاروا يتخبطون فيه خطا أسوأ، أما بالنسبة لمناح الذي وقع السؤال عنه، فأنا لا أعلم أنه اسم إله من آلهة الجاهلية؛ لأن أحد أسباب الرسول عليه الصلاة والسلام اسمه عبد مناف، أو أنه جاء مثل عبد المطلب، فعلى كل حال إن ثبت أنه مسلم لصنم فإنه ينبغي تجنبه، وإن لم يكن اسماً لصنم فهو كغيره من الأسماء لا حرج فيه.