حقوق الوالدين على الأولاد
مدة الملف
حجم الملف :
1720 KB
عدد الزيارات 8879

السؤال:

على بركة الله نبدأ هذه الحلقة فضيلة الشيخ برسالة وصلة من الدوحة الريان الجديدة أبو بكر محمد يقول: فضيلة الشيخ؛ أرجو من السادة العلماء الإفادة بما يأتي: أولاً: حقوق الوالد على أبنائه، وهناك نقاط أخرى ستأتي يا فضيلة الشيخ محمد؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة الجليلة في هذا البرنامج نور على الدرب؛ حيث يصل إلى بلاد أخرى غير بلادنا، وينتفع به المسلمون، وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى للقائمين بهذا البرنامج وعلى هذا البرنامج، وعلى من ينتفع به من المسلمين في كل مكان، فنسأل الله تعالى أن يزيد الجميع من فضله، ويرزقنا جميعاً العلم النافع، والعمل الصالح، أما الإجابة على هذا السؤال؛ حقوق الوالد على أولاده؛ فحقوق الوالد على أولاده؛ للأم والأب على أولادهما حقوق كبيرة عظيمة، جعلها الله عز وجل بعد حقه، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ وقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً﴾ والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكذلك الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضل بر الوالدين؛ بالحث عليه كثيرة معلومة لكثير من الناس، قد أشار الله عز وجل في سورة الإسراء إلى حال يصل بها الوالدان إلى سآمة الولد وملله وتعبه، وينهى سبحانه تعالى الولد أن يتضجر منهما، إذا وصل إلى هذه الحال، فقال الله تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جعل عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، فقال في حديث أبي بكر رضي الله عنه: أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين. فالواجب على الولد من ذكر أو أنثى أن يقوم بحق والديه على الوجه الذي يرضي به الله عز وجل، وأن لا يفرط في حقهما، وليعلم أن البر كما يقول العامة أثلاث، وأن من بر بوالديه بر به أولاده، ومن عق والديه، عق به أولاده، إلا أن يتوب إلى الله مما صنع، فإنه من تاب تاب الله عليه.