حديث : " لا يقبل الله صلاة رجل مسبل "
مدة الملف
حجم الملف :
1430 KB
عدد الزيارات 3970

السؤال:

هل هذا حديث فضيلة
الشيخ: أن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره ؟

الجواب:


الشيخ: في هذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه ضعيف لا تقوم به حجة، والمسدل إزاره، وإن قبلت صلاته، فهو آثم، بل إثم كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توعد ما كان من أسفل من الكعبين بالنار، فقال عليه الصلاة والسلام:  «ما أسفل من الكعبين ففي النار»  أي ما كان أسفل من الكعبين فإنه في النار؛ أي يعذب به صاحبه على قدر ما نزل من ثوبه، والتعذيب هنا التعذيب الجنسي للمكان الذي وقعت فيه مخالفة، وليس تعذيباً للبدن كله، فالتعذيب المجزئ كله مواقع، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ويل للأعقاب من النار». لما رأى أصحابه، بل بعض أصحابه توضئوا خففوا غسل الأقدام قال: ويل للأعقاب من النار. فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوعيد على ما حصلت فيه المخالفة فقط، أما إذا جرَّ ثوبه خيلاء أن الأمر أشد وأعظم، قال النبي عليه الصلاة والسلام:  «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» قال أبو ذر وهو راوي الحديث: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: «المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:  «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه». فالعقوبة في جرِّ ثوب الخيلاء أشد وأعظم، وعلى هذا فمن أسبل ثوبه أو سرواله أو مشلحه إلى أسفل من الكعبين فهو آثم بكل حال، ولكنه إن كان خيلاء فجرّه فعليه هذا الوعيد الشديد، وقد تهاون بعض الناس في هذا الأمر، فعلى إخواني الذين ابتلوا بهذا الأمر أن يتوبوا إلى الله عز وجل مما صنعوا، وأن لا يبدلوا نعمة الله كفراً بها، بل يشكرونه على ما يسر لهم من اللباس، ويستعملونه على الوجه الذي ليس فيه سخط الله عز وجل، وقد جاء شاب من الأنصار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين طعن، جاء إليه يعوده، فلما ولى هذا الشاب إذا إزاره قد نزل، فقال له: يا ابن أخي ارفع ثوبك، فإنه أتقى لربك، وأبقى لثوبك. فأمره عمر رضي الله عنه أن يرفع ثوبه، وبين له فائدتين عظيمتين؛ فائدة دينيه، وهي التقوى، وفائدة دنيوية، وهي بقاء الثوب؛ لئلا تأكله الأرض لحده عليها.