كيف يعلم المسلم قوة إيمان ؟
عدد الزيارات 1990

السؤال:

بارك الله فيكم المستمعة ف. ر. ح. تقول: ما الفرق بين المسلم والمؤمن، وكيف يعلم الشخص أنه وصل إلى درجة الإيمان؛ لأن عندي أحد الأخوات تقل: أنا مؤمنة وإيماني قوي، كيف يعلم الإنسان أن إيمانه قوي، وما الشروط التي تجعل المؤمن قويّاً؛ قوي الإيمان، وهل يعلم الإنسان إذا كان إيمانه قويّاً، أو ضعيفاً أرجو توضيح ذلك وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:


الشيخ: الإسلام والإيمان يذكران جميعاً، ويذكر أحدهما منفرداً عن الآخر، فإذا ذكروا جميعاً اختلف معناهما، وكان الإيمان للأعمال الباطنة، والإسلام للأعمال الظاهرة، ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام، ثم سأله عن الإيمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، ففرق بين الإيمان والإسلام، فجعل الإسلام هي الأعمال الظاهرة التي تعتبر من عمل الجوارح، وجعل الإيمان هو الأعمال الباطنة التي هي عقال القلب واعترافه وإيمانه، ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ عن الأعراب: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾. فجعل الله تعالى الإيمان في القلب، وبيَّن في هذه الآية الكريمة أن الإيمان على نطفة من الإسلام؛ لأن الإسلام يكون من المنافق، ومن المؤمن حقاً، وفي هذه الحال نقول: إن الإيمان أعلى مرتبة من الإسلام، أما إذا قرن أحدهما مع الآخر، فإنهما يكونان بمعنى واحد؛ لقوله: أنا مسلم، ولكن إذا قال: أنا مؤمن، فإنه يجب عليه أن يكون القائل على هذه المقالة التحدث بنعم الله عزَّ وجلَّ، أو الإخبار عنه المجرد لا يكون الحامل له على ذلك تزكية نفسه وإعجابه بها، وافتخاره على غيره، فإن ذلك من الأمور المحرمة، وسيأتي إن شاء الله تعالى في حلقة قادمة بقية الإجابة على سؤال هذه السائلة.