كيف يتعامل مع شخص يصلي..إلا أنه يكره الخير للغير ؟
عدد الزيارات 1587

السؤال:

 ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ لشخص يصلي ويصوم، ولكنه يحب الخير لنفسه ويكرهه للآخرين وفيه نوع من الحسد كيف أتعامل مع مثل هذا إذا كان جارًا لي أو زميلاً في العمل مأجورين؟

الجواب:

السؤال: تتعامل معه مثلما كنت تتعامل مع غيره، ولكن عليك أن تنصحه، وتبين له أن الحسد من كبائر الذنوب، ومن أخلاق اليهود، كما قال الله تعالى عنهم: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ فالحسد من أخلاق اليهود، ومن كبائر الذنوب، ولا يغير شيئًا من قدر الله عزَّ وجلَّ، بل هو حسرة على الحاسد، رفعة للمحسود، ولا سيما إذا بغى عليه الحاسد، فإن الله تعالى ينتقم من الظال،م ثم إن في الحسد نوعاً من الاعتراض على قدر الله عزَّ وجلَّ وقضائه وحكمته، وفيه أيضاً أن الإنسان كلما رأى نعمة الله متجددة على هذا المحسود يزداد غماً، وفي الحسد جريمة على أن الحاسد ضعيف الإيمان؛ لأنه لو كان مؤمناً حقاً لأحب لأخيه ما يحب لنفسه، وإذا أراد الإنسان أن يعالج هذا الداء الخبيث، فليفكر ملياً ليعلم أن الفضل فضل الله يؤتيه من يشاء، وأن الذي أعطاه هذا الفضل قادر على أن يعطيه الحاسد مثله، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ فإذا حاول أن يكف نفسه بصدق وإخلاص وتفكر وتأمل، فإن الله تعالى يعينه على هذا فيستريح من نار الحسد نعم.