تفسير : " الكبر "
مدة الملف
حجم الملف :
1108 KB
عدد الزيارات 10481

السؤال:

ما الكبر وكيف يكون الإنسان متكبراً؟

الجواب:


الشيخ: الكبر فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «بطر الحق وغمط الناس»، فمعنى بطر الحق؛ يعني رده، أي أن يرد الإنسان الحق مثل أن يقول قولاً، ثم يقال له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كذا وكذا؛ يعني خلاف قول هذا الرجل، ولكنه يرد ما قاله الرسول، ويقع على قوله، هذا كبر، وهذا من أنواع أعظم الكبر؛ لأنه ردّ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك لو قيل له: قال الله كذا وكذا، خلاف ما يقول هو، وأصر على قوله، هذا كبر، وهو أعظم أنواع الكبر؛ لأنه ردٌّ لقول الله تبارك وتعالى، هذا قسم من أقسام الكبر، رد الحق، وكذلك لو كان الإنسان مجتهداً في حكم من الأحكام، فنوقش فيه، وتبين أن الحق في خلاف قوله، وإن لم يكن نصاً في المخالفة، ولكنه أصر على ما يقول، فهذا أيضاً من الكبر، الثاني: غمط الناس؛ يعني: احتقارهم بحيث لا يرى الناس شيء، ويرى أنه فوق الناس، فإن هذا من الكبر، وعلامته أن يصعر خده للناس، وأن يمشي في الأرض مرحا، وأن يتخيل أنه فوق رءوس الجبال، وأن الناس في قاع الآبار، هذا من الكبر، ولما قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنة، ونعله حسنة، قال أي النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس»، وعلى هذا فتجمل الإنسان في ثيابه التي على الجسد، أو التي يركبها، أو النعال ليس من الكبر في شيء، إلا أن يصحبه ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يغمط الناس، أو يحتقرهم، فيحتقر من ليس يلبس مثل لباسه، ويحتقر الفقراء، وما أشبه ذلك، فهو كبر.