تركت الصلاة بسبب عدم تحكمها بالطهارة فما الحكم ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1032 KB
عدد الزيارات 1339

السؤال:

 المستمع ح. ح. م. من جدة يقول: توفيت والدتي، وقد كانت في الأيام الأخيرة لا تصلي، وذلك بسبب أنها كانت على غير طهارة معظم وقتها، أي أنها كانت لا تتحكم في نفسها، وكانت تقول: إن الصلاة تتطلب طهارة. وهي فقدت هذا الشرط؛ علماً بأنها كانت مريضة مرضاً شديداً، وكانت ترقد على الفراش أكثر من شهر، ولا تستطيع الحركة، ومع ذلك كنت أوصيها بالصلاة لأهميتها، أفيدونا وانصحونا في هذا مأجورين؟ 

الجواب:


الشيخ: أسأل الله تعالى أن يتجاوز عن هذه المرأة بما حصل منها من تفريط؛ إن الواجب على المريض أن يصلي الصلاة في وقتها؛ إلا إذا كان يشق عليه، فله أن يجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، ولا يحل أن يؤخر الصلاة عن وقتها، على أي حال كان فإذا كان عليه نجاسة أو على ثوبه أو على فراشه ولا يستطيع التخلص منها، فإنه يصلي ولو في النجاسة، وكذلك إذا كان عادته دائماً، أي أن البول يخرج منه دائماً أو الغائط أو الريح، ولا يتحكم في ذلك، فإنه يصلي ولو خرج منه شيء، إلا أنه في هذه الحال لا يتوضأ للصلاة إلا بعد دخول وقتها، ثم إنه يجب عليه أن يصلي قائماً، فإن لم يستطع فقاعداً، وإن لم يستطع فعلى جنب، فالأمر واسع، وأما ما عليه مثل هذه المرأة من أن الصلاة لا تكون إلا على طهارة، فكلامها صحيح، أن الصلاة لا تكون إلا على طهارة، لكن ما عدا في حال القدرة، أما في حال العجز، فقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا﴾. وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾. و قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ وعلى هذا فنقول: إنما اشتهر عند العامة من هذا القول الذي قالته المرأة: إنها لا تقيم الصلاة إلا على طهر: قول باطل لا أصل له من الشرع، ولا من كلام أهل العلم، فالواجب أن يصلي المريض على حسب حاله، وأن يأتي بما أوجب الله عليه في صلاته بقدر ما استطاع.