ما الحكم إذا امتنع والدهن من تزويجهن ؟
مدة الملف
حجم الملف :
2069 KB
عدد الزيارات 1705

السؤال:

أثابكم الله يا شيخ محمد على هذا التوجيه الطيب. مستمعات أربع أخوات يسكن في بيت ملتزم مع والدهنّ، يقلن في هذه الرسالة: طالما تردد علينا الأزواج من الشباب الملتزم، والدي يشكو من مرض نفسي هل للقاضي يا فضيلة الشيخ أن يقوم بعقد الزواج لنا، نرجو بهذا التوجيه؟

الجواب:


الشيخ: نعم. إذا منع الولي من تزويج امرأة لخطاب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقارب، العصبة الأولى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا كما هو الغالب؛ لأن كل واحد من هؤلاء يقول:  أنا في عافية لم أتقدم على أبيها مثلاً، إن أبوا فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي، ويجب على الحاكم الشرعي إذا وصلت القضية إليه وعلم أن أولياءها  قد امتنعوا من تزويجها وكان الخاطب كفأً في دينه وفي خلقه يجب عليه أن يزوجها؛ لأن له ولاية عامة، فإذا لم تحصل  الولاية الخاصة فإنه لا بد أن يزوج بالولاية العامة، وقد ذكر الفقهاء رحمهم الله أن الولي إذا تكرر رده للخاطب الكفء فإنه يكون بذلك فاسقاً وتسقط عدالته وولايته، بل إنه على المشهور من مذهب الإمام تسقط حتى إمامته فلا يصح أن يكون إماماً في صلاة الجماعة في المسلمين، وهذا أمر خطير وواقع من بعض الناس كما أشرنا إليه آنفاً كونه يرد الخطاب الذين يتقدمون إلى من ولاه الله عليهن، وهم أكفاء ولكن قد تستحي البنت من التقدم إلى القاضي لطلب التزويج وهذا أمر واقع، ولكن يجب عليها، أي على البنت أن تقارن بين المصالح والمفاسد أيهما أشد مفسدة أن تبقى بدون زوج، أوأن يتحكم فيها هذا الولي على مزاجه وعلى هواه، فإذا كبرت وبرد طلبها للنكاح ذهب يزوجها، أو أن تتقدم إلى القاضي بطلب التزويج مع أن ذلك حق شرعي لها لاشك، أن الثاني أولى أن تتقدم إلى القاضي بطلب التزويج؛ لأنها تتقدم بحق لها؛ ولأن في تقدمها إلى القاضي وتزويج القاضي إياها مصلحة لغيرها أيضاً، فإن غيرها يقدم كما أقدمت؛ ولأن في تقدمها إلى القاضي ردع لهؤلاء الظلمة الذين يظلمون من ولاهم الله عليهم بمنعهن من تزويج الأكفاء، ففي ذلك أيضاً ثلاث مصالح، مصلحة للمرأة حتى لا تبقى أرملة، مصلحة لغيرها تفتح الباب لنساء ينتظرن من يتقدم إلى القاضي ليتقدمنّ، الثالث: منع هؤلاء الأولياء الظلمة الذين يتحكمون في بناتهم أو فيمن ولاهم الله عليهم في النساء على مزاجهم وعلى ما يريدون، وفيه أيضاً من المصلحة إقامة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام  حيث قال: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وفي أيضاً مصلحة خامسة وهي قضاء وطر المتقدمين إلى النساء الذين هم أكثرهم على  دين وخلق. نعم.