لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة ؟
مدة الملف
حجم الملف :
947 KB
عدد الزيارات 13333

السؤال:

هذا المستمع أبو بكر حبيب الحاتمي من الصومال بينسور يقول: لماذا لم تُبتدأ سورة التوبة بالبسملة كغيرها من السور؟ فإننا إذا أردنا قراءتها نقول قبل البدء: فيها أعوذ بالله من النار ومن شر الكفار ومن غضب الجبار، والعزة لله ولرسوله. ثم نبدأ في السورة، فهل هذا مشروع أم مخالف؟

الجواب:


الشيخ: هذا الدعاء الذي ذكرت عند بداية سورة براءة مبتدع لا أصل له، ولا يجوز للإنسان أن يبتدئ به السورة، وقد رأيت -وأنا صغير- هذا مكتوباً على هامش بعض المصاحف، والواجب لمن اطلع عليه أن يتلفه وأن يزيله؛ لأن هذا من البدع التي لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام. وأما بالنسبة لشق السؤال الأول وهو أن تُبتدأ هذه السورة بالبسملة فلأنها هكذا جاءت، وأنه لو كانت البسملة في منزلة فيها لكانت محفوظة ولكانت موجودة، فإن الله يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. فهي هكذا جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أشكل على الصحابة رضي الله عنهم فيما يروى عن عثمان: هل هي سورة مستقلة أم آخر سورة الأنفال؟ فوضعوا بينهما فاصلاً بدون بسملة، ووضع الفاصل هنا حكم بين الحكمين؛ لأنه لو ثبت أنه من بقية الأنفال لم يكن هناك فاصل ولا بسملة، ولو ثبت أنها مستقلة فكان بسملة بلا فاصلة، فلما لم يثبت هذا ولا هذا جعلوا فاصلاً، وكان هذا من الاجتهادات الموافقة للصواب. فإني أعلم علم اليقين أن لو كانت هناك بسملة نازلة أمام هذه السورة لكانت باقية بلا شك؛ لأن الله يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. وعلى هذا فلا يشرع للإنسان إذا ابتدأ بسورة براءة فليس له أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم.