كيفية تغسيل الميت
مدة الملف
حجم الملف :
4425 KB
عدد الزيارات 14941

السؤال:

هذه رسالة بعثت بها المرسلة ريحانة الزهراني تقول أنه توفيت معهم امرأة في السفر ولم يجدوا من يغسلها، وذهبوا بها إلى قرية ولم يجدوا من يقوم بالتغسيل، وكان معها رجلان لم يعرفا طريقة تغسيل الميت، فاجتهدت وغسلتها، ودفنت بعد أن بقيت معهم يوماً وليلة، وبعد ذلك عرفت أنها على غير هدى في تغسيلها، فهل عليها كفارة في ذلك؟ وقد حصل هذا قبل ثلاثين سنة.

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين. تغسيل الميت ليس بالأمر الصعب؛ إذ إن الواجب هو أن يعم بدن الميت كله غسلاً بالماء، وهذا أمر لا يقصر أحد فعله، فهو سهل، لكن المشروع في تغسيل الميت هو أن يوضع على سرير الغسل على ظهره مستلقياً، ثم ينجى -أي يغسل فرجه- وفي هذا الحال يجب أن تكون عورته مستورة، وأن يكون الغاسل قد لف على يديه خرقة حتى لا يمس عورته، فإذا تم تنجيته بدأ بمواضع الوضوء منه، فيبدأ بفمه وأنفه، فيأتي بخرقة مبلولة نظيفة وينظف به أسنانه وداخل فمه، وداخل أنفه أيضاً، ثم يغسل وجهه، ويديه إلى المرفقين، ورأسه، ورجليه، ثم يغسل بقية بدنه مبتدئاً بالجانب الأيمن منه، والواجب الغسل مرة، ولكن إذا كان الميت يحتاج إلى أكثر يغسله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك حسب ما تدعو الحاجة إليه، ويجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً؛ وهو طيب معروف يسحق ويمزج بالماء الذي يكون في الغسلة الأخيرة لأجل أن تبقى رائحته في الجسم، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن كانت امرأة يضفر شعرها ثلاث ضفائر -يعني يجدل-، ويلقى من ورائها كما فُعل بابنة الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا كله على سبيل الاستحباب، أما الواجب فهو أن يعم بدنه بالغسل مرة واحدة، هذا هو الواجب، وكل أحد يمكنه أن يعرف ذلك. أما القضية التي وقعت وذكرت السائلة أنه لم يكن على الطريق المشروع فنحن لم يتبين لنا الآن كيف هذه الطريقة التي غسلتها بها؛ لأنه قد يكون على وجه مشروع أو على وجه مجزئ على الأقل، فإذ كان على وجه مجزئ فذلك هو المطلوب، وإذا قدرنا أنه ليس على وجه مشروع لا إجزاءً ولا استحباباً فإن الآن قد فات الأمر، وهي قد اجتهدت، والمجتهد إذا أخطأ فليس عليه إثم، بل له أجر .

السؤال:

هي في الحقيقة ذكرت الطريقة التي عملتها، لكن الرسالة طويلة فلخصتها، تقول في التغسيل أنها غسلتها حسب معرفتها بطريقة عادية؛ يصب الماء عليها وهي على لوح من خشب، وقلبتها يميناً وشمالاً، ثم قمت بتغسيلها، ووضعتها في قماش ونفخته عليها، ثم ربطته ربطة واحدة. تقول: وبعد أن عرفت الطريقة. وإلى أن ذكرت الرسالة.

الجواب:


الشيخ: هذا -والحمد لله- عمل مجزئ، ما دام أن الماء قد عم جميع البدن فقد أجزأ.