تاب من السرقة فكيف يتصرف في رد المال لأصحابه
مدة الملف
حجم الملف :
963 KB
عدد الزيارات 1452

السؤال:

أحسنتم. سؤاله الأخير يقول: إنسان سرق من إنسان آخر شيئاً بسيطاً أيام جهله وعدم معرفته بالأمور وعواقبها، سرق شيئاً لا يُعد، قد لا يساوي عشرين ريالاً، وضاع هذا الشيء الذي سرق، فلما كبر وعقل وأرشد هذا السائل ندم على فعله هذا، وهو يعرف صاحبه، ولكن يستحي منه أن يصرح له بالأمر، فماذا يفعل؟ هل يتصدق بقيمتها بعد أن يقوِّمها ويعرف كم تساوي؟ أو ماذا يفعل؟ أفتونا أثابكم الله تعالى. 

الجواب:


الشيخ: إذا كان يعلم صاحبها فالواجب عليه أن يستحله بأي طريقة؛ لأن هذا حق معصوم معين، فيجب إيصاله إليه، وأما الحياء فلا ينبغي أن يستحي الإنسان من الحق، فإن الحياء من الحق خور وجبن وضعف في النفس، فالواجب عليه أن يخبر صاحبه، وإن طلب رد عوض ما سرق فليعطه، أو طلب مثله وأمكن أن يوجِد له مثلاً فليرسل له مثله، وليس في ذلك شيء إطلاقاً. وأنا سمعت قبل أيام أن شخصاً محترماً كان قد أخذ شيئاًَ زهيداً من آخر وقت صباه، فجمع الله بينهما على غير ميعاد، فقال له: إنني أطلب منك أن تحللني من شيء أخذته منك في زمن الصبا. وسمى له الذي أخذ، فضحك صاحبه، وقال: هذا شيء أنت مسامَح فيه. فلعل صاحبنا هذا يكون مثله.

أحسنتم. أيها السادة، إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه أسئلة السادة خليل بن ظلي من بلاد بني غازي من ليبيا، والمستمع من الرياض م. م. ب ويسأل عن قراءة القرآن جماعة، وأخيراً المرسل ع. ع. ب من عنيزة ويسأل عن شخص أخذ شيئاً من شخص آخر في أيام الصبا واستحى أن يطلب منه الحل في الأيام الأخيرة وقد كبر. عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بكلية الشريعة.