خطاب القرآن للمؤمنين هل يشمل النساء؟
مدة الملف
حجم الملف :
2029 KB
عدد الزيارات 23879

السؤال:

اللهم آمين جزاكم الله خيراً. سائلة للبرنامج تقول: فضيلة الشيخ، هل كل آية موجهة للمؤمنين مثل قوله تعالى: ﴿قد أفلح المؤمنون۞ الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾، هل الإشارة هنا تمثل الذكر والأنثى أم الذكر فقط؟ وهل المرأة الصالحة المتمسكة بشرع الله تكون إن شاء الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظلهه يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في الحديث؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. نعم. أقول: ليعلم أن الأصل في خطابات القرآن الكريم أو السنة النبوية عمومها للرجال والنساء، فما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء، وما ثبت في حق النساء ثبت في حقق الرجال إلا بدليل، وأكثر خطابات القرآن والسنة موجهة إلى الرجال الذكور، وإنما كانت كذلك؛ لأن الرجل أرجح عقلاً من المرأة، وأكبر تحملاً للمسئولية، وأقوى في تنفيذ أوامر الله ورسوله؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين أذهب للرجل الحازم من إحداكن»، فلهذا تجدد خطابات القرآن الكريم والسنة النبوية أكثرها موجه للرجال، لكن أحياناً يوجه للنساء أو يتحدث بها عن النساء؛ لأنه الغالب فيهن مثل قوله تعالى: ﴿ومن شر النفاثات في العقد﴾، فإنه أضاف ذلك إلى النفاثات وهن النساء؛ لأن ذلك الأكثر فيهن، وإن كان يحتمل أن المعنى ومن شر النفوس النفاثات في العقد، ولكن المشهور أن النفاثات هن الساحرات، كذلك أيضاً قول الله تعالى: ﴿والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهن﴾، فذكر المحصنات، ومعلومٌ أن من رمىى الرجال مثلهم فالحكم فيه واحد، لكن أضاف ذلك إلى النساء؛ لأن الغالب أن النساء هن اللاتي يقدحن. والخلاصة: أن ما ثبت في حق الرجال ثبت في حقق النساء، وأن ما ثبت في حق النساء ثبت في حق الرجال إلا بدليل هذا هو الخلاصة. وعليه فالخطابات الموجهة للرجال في الكتاب والسنة تشمل الإناث مثل قوله تعالى: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ كما جاء في السؤال؟ نقول: والمؤمنات أيضاً ومثل قول الله تعالى: ﴿إن الذين يأتون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارةً لن تبور﴾، يدخل فيها النساء، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: «سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامٌ عادل وشابٌ نشأ في طاعة الله ورجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلٌ دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال إني أخاف الله ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه»، هذا يشمل المرأة إذاا اتصفت بما تتصف به من هذه الصفات، فمثلاً إمامٌ عادل لا يمكن أن تتصف به المرأة؛ لأن المرأة لا يمكن أبداً أن تتولى ولاية عامة تشمل الرجال والنساء،، صحيح أنها يمكن أن تتولى ولاية عامة بالنسبة لقسم النساء كمديرة المدرسة وما أشبه ذلك، أما إمام فلا يمكن أن تكون إماماً، ولا يمكن أن تكون رئيساً، ولا يمكن أن تكون وزيراً في حكم الشرع؛ وذلك لأن المرأة ليست كالرجل في القوة والحزم والفكر. وشابٌ نشأ في طاعة الله هذا يمكن للمرأة أن تكون كذلك، أن تكون شابة نشأت في طاعة الله. ورجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد هذا لا يمكن بالنسبة للمرأة؛ لأن المرأة مسجدها بيتها، لكن إذا كان قلبها معلقاً بالصلوات، كلما صلت فريضة تشوقت إلى فريضة أخرى، فنرجو أن تكون مثل الرجل الذي تعلق قلبه بالمساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، هذا يمكن أن تتصف به المرأة. ورجلٌ دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله هذا يمكن أيضاً أن تتصف به المرأة، وقد لا تتصف به. تتصف به المرأة بحيث إذا دعاها رجل ذو منصبٍ وجمال قالت: إني أخاف الله، ويمكن أن لا تكون كذلك؛ لأن قوة الطلب في الرجال أكثر من قوة الطلب في النساء، فإذا كان الرجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله فهو أعظم من قول المرأة في رجلٍ طلبها ذي منصبٍ وجمال قالت: إني أخاف الله، يعني أنا أتردد أن تلحق بهذا في هذا الفصل أو لا. ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، هذه أيضاً يدخل فيه النساء، يعني قد يقع منهن. ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه هذا يدخل فيه النساء أيضاً. نعم.