منع البنات من الزواج بحجة عدم تحمل اعباء الحياه
مدة الملف
حجم الملف :
3471 KB
عدد الزيارات 25170

السؤال:

شيخ محمد، بعض الآباء والأمهات الذين يمنعون البنات بناتهم للزواج ويقولون: أنهن غير قادرات على تحمل أعباء الحياة، وأنهم صغيرات، ما توجيهكم لهم يا شيخ؟

الجواب:


الشيخ: إذا كنتن صغاراً يعني إلى عشرة سنين مثلاً، لكن من الرجال من يمنع أبنته أن يزوجها ولها عشرون سنة وخمس وعشرون سنة، ويخطبها من هو كفء في دينه وخلقه وماله ومع ذلك يمتنع، وهذا الرجل، قال العلماء: إذا كرر المنع ثلاث مرات صار فاسقاً، فاسقاً، لا تصح ولايته، بل ولا يصح أن يكون إماماً في الناس على رأي بعض العلماء، ولا تقبل شهادته؛ لأنه كان فاسقاً، وأما إذا منع مرة واحدة فإنها تسقط ولايته، بمعنى أن نعدل عنه إلى ولي آخر يليه، فيزوج سواء رضي الأب أم لم يرض، مثال ذلك: رجل له بنت لها عشرون سنة خطبها كفء في دينه وخلقه وماله وجميع أحواله فأبى أن يزوجها، وهي تقول: زوجني يا أبي، يقول: لا نقول: يبقى ويزوجها أخوها، فإن أبى أخوها أن يزوجها خوفاً من أبيه، يزوجها عمها، فإن أبى عمها أن يزوجها خوفاً من أخيه يزوجها ابن العم، فإن أبيت القرابة كلها أن تزوجها، زوجها القاضي. ولا تبقى النساء عوانس من أجل تعنت هؤلاء الأولياء الذين لا يتقون الله ولا يخافون الله، وقد حدثني من أثق به: أن رجلاً كان يمنع بناته من النكاح، فمرضت إحداهن إما من القهر أو مرض الله أعلم بسببه، ولما حضرتها الوفاة وعندها النساء قالت: بلغوا أبي سلامي، وقولوا له: إني أنا خصمه يوم القيامة، حرمني شبابي وحرمني أولادي فأنا خصمه يوم القيامة، والله إنها كلمة عظيمة، عظيمة وكل إنسان هذا مصيره إذا منع ابنته أن يزوجها من هو كفء في ماله وخلقه ودينه وهي تريده فهو آثم، وكما قلت: إن العلماء يقولون: إذا تكرر منعه ثلاثة مرات من ثلاثة خطاب أكفاء صار فاسقاً ليس له ولاية، ولا تقبل له شهادة، ولا يكون إماماً للمسلمين في الجماعة، هكذا يقولون بعض العلماء فالمسألة خطيرة، ثم ما يدريك لعل هذه المرأة البنت يحملها الشيطان يوماً من الأيام وتقضي شهوتها بغير ما أحل الله، ما تؤمن. نعم.